نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف جلد : 1 صفحه : 35
خطوتهم اللحيانية والثمودية والصفوية. ثم لما ظهرت مملكة النبط واستخدمت الخط الآرامي وتطورت به، وتفرق أهلها بعد سقوطها في داخل الجزيرة وعلى طول طريق القوافل التجارية نشروا قلمهم النبطي؛ فهجر عرب الحجاز القلم المعيني وأخذوا يحاولون النفوذ من الخط النبطي إلى خطهم العربي الجديد متطورين به ضروبا من التطور حتى أخذ شكله النهائي.
وليست المسألة مسألة فرض واحتمال؛ وإنما هي مسألة نقوش حملت إلى علماء الساميات الدليل القاطع الذي لا مطعن فيه على هذه الحقيقة؛ فقد عثروا على نقوش في شمالي الحجاز وعلى طول طريق القوافل إلى دمشق تثبت تطور الخط النبطي تطورًا سريعًا إلى الخط العربي. وأهم هذه النقوش على الترتيب نقش عثر عليه "ليتمان" في قرية أم الجمال غربي حوران، ويرجع تاريخه إلى سنة 270م وهو لفهر بن سُلمَّيْ الذي كان مربيًا لجذيمة ملك تنوخ، وخطه نبطي؛ إلا أنه يمتاز بظهور روابط بين الحروف. ويليه نقش النمارة الذي اكتشفه دوسوا وماكلر سنة 1901 على بعد ميل من النمارة القائمة على أطلال معبد روماني شرقي جبل الدروز، وبالقرب من الأماكن التي عثر فيها على الكتابات الصفوية، وقد كتب شاهدًا لقبر ملك من الملوك اللخميين يسمى امرأ القيس بن عمرو، وأُرِّخ بشهر كسلول من سنة 223 بتقويم بُصرى وهو يوافق شهر كانون الأول "ديسمبر" من سنة 328م وهذا نصه:
تي نفس مر القيس بر عمرو ملك العرب كله ذو أسر التج
وملك الأسدين ونزرو وملوكهم وهرب مذحجو عكدي وجا
بِزَجَي في حبج نجران مدينة شمر وملك معدو ونزل بنيه
الشعوب ووكلهن فرسو لروم فلم يبلغ ملك مبلغه
عكدى. هلك سنة 223 يوم 7 بكسلول بلسعد ذو ولده
ويلاحظ أن الكاتب بدأه في السطر الأول بكلمة "تي" الإشارية التي للمؤنث؛ لأنها داخلة على نفس؛ ولعلها هنا بمعنى جسد، وقد استخدم ذو بمعنى الذي، وهي لغة معروفة بين بعض القبائل مثل طيء، كما استخدم كلمة أسر بمعنى عصب وعقد. وهو من معانيها في المعاجم العربية. وقد حذف الألف من كلمة "التاج".
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف جلد : 1 صفحه : 35