نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف جلد : 1 صفحه : 255
تاركًا وراءه ما تخلف منه: فصادوها ما ابتغوا، وأخذ الطهاة يعدون لهم طعامهم بين مشوي ومطبوخ. وانتقل من ذلك إلى وصف الأمطار والسيول التي ألمت بمنازل قومه بني أسد بالقرب من تيماء في شمالي الحجاز، يقول:
أَحارِ تَرى بَرقًا أُريكَ وَميضَهُ ... كَلَمعِ اليَدَينِ في حَبِيٍّ مُكَلَّلِ1
يُضيءُ سَناهُ أَو مَصابيحَ راهِبٍ ... أَهانَ السَليطَ في الذَبالِ المُفَتَّلِ
قَعَدتُ لَهُ وَصُحبَتي بَينَ حامِرٍ ... وَبَينَ إِكامِ بُعدَ ما مُتَأَمَّلِ3
وَأَضحى يَسُحُّ الماءُ عَنكُلِّ فَيقَةٍ ... يَكُبُّ عَلى الأَذقانِ دَوحَ الكَنَهبَلِ4
وَتَيماءَ لَم يَترُك بِها جِذعَ نَخلَةٍ ... وَلا أُطُمًا إِلّا مَشيدًا بِجَندَلِ5
كَأَنَّ طَمِيَّةَ المُجَيمِرِ غُدوَةً ... مِنَ السَيلِ وَالغُثّاءِ فَلكَةُ مِغزَلِ6
كَأَنَّ أَبانًا في أَفانينِ وَدقِهِ ... كَبيرُ أُناسٍ في بِجادٍ مُزَمَّلِ7
وَأَلقى بِصَحراءِ الغَبيطِ بَعاعَهُ ... نُزولَ اليَماني ذي العِيابِ المُخَوَّلِ8
كَأَنَّ سِباعًا فيهِ غَرقى غُدَيَّةً ... بِأَرجائِهِ القُصوى أَنابيشُ عَنصُلِ9
1 حار: ترخيم حارث يعني يا حارث، وميض البرق: لمعانه. الحبي من السحاب: المتراكم، وكذلك المكلل، وقيل الحبي: الداني من الأرض.
2 السنا: الضوء، السليط: الزيت، الذبال: الفتائل، وأهانه هنا: أكثر منه، ويروى أمال بمعنى رعى، وهي أجود.
3 حامر وإكام: موضعان، بعد ما متأمل: تأملته من مكان بعيد.
4 الفيقة: ما بين الحلبتين: يريد أنه يسح ثم يسكن ثم يسح. وعن: معناها هنا بعد، يكب على الأذقان: يسقط ويلقي على الوجه، الكنهبل: ما عظم من شجر العضاه، والدوح: جمع دوحة وهي الشجرة كثيرة الورق والأغصان.
5 الأطم: البيت
6 طمية: جبل، المجيمر: أرض لنبي فزارة، الغثاء ما يحمله السيل من فتات الأشجار. وفلكة المغزل: ما استدار فوق رأسه.
7 أبان: جبل، أفانين: ضروب. الودق: المطر، البجاد: كساء مخطط، ومزمل: صفة لكبير أناس أي أنه متدثر بثيابه ملتف بها.
8 الغبيط: موضع، البعاع: الثقل، العياب: الحقائب، المخول، كثير المتاع والغلمان الذين يصحبونه.
9 غدية: حين يصبح الناس، وأنابيش العنصل: جذور البصل البري.
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف جلد : 1 صفحه : 255