responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 250
وما يلبث أن يرجع إلى استثارة فاطمة بمغامرة جريئة له مع من كنى عنها ببيضة خدر لا يرام خباؤها، مصورًا كيف اقتحم إليها الأهوال والأحراس وكيف انتحى بها ناحية من الحي يتبادلان فيها الصبابة والغرام، يقول:
وَبَيضَةِ خِدرٍ لا يُرامُ خِباؤُها ... تَمَتَّعتُ مِن لَهوٍ بِها غَيرَ مُعجَلِ1
تَجاوَزتُ أَحراسًا إِلَيها وَمَعشَرًا ... عَلَيَّ حِراسًا لَو يُسِرّونَ مَقتَلي2
إِذا ما الثُرَيّا في السَماءِ تَعَرَّضَت ... تَعَرُّضَ أَثناءِ الوِشاحِ المُفَصَّلِ3
فَجِئتُ وَقَد نَضَّت لِنَومٍ ثِيابَها ... لَدى السِترِ إِلّا لِبسَةَ المُتَفَضِّلِ4
فَقالَت يَمينَ اللَهِ ما لَكَ حيلَةٌ ... وَما إِن أَرى عَنكَ الغِوايَةَ تَنجَلي5
خَرَجتُ بِها تَمشي تَجُرُّ وَراءَنا ... عَلى أَثَرَينا ذَيلَ مِرطٍ مُرَحَّلِ 6
فَلَمّا أَجَزنا ساحَةَ الحَيِّ وَاِنتَحى ... بِنا بَطنُ حقف ذي حِقافٍ عَقَنقَلِ[7].
إِذا اِلتَفَتَت نَحوي تَضَوَّعَ ريحُها ... نَسيمَ الصَبا جاءَت بِرَيّا القَرَنفُلِ8
إذا قلتُ هاتي نَوِّليني تمايلتْ ... عليَّ هَضيمَ الكَشْح رَيَّا المُخَلْخَل9
فهو يذكر خدرها وأحراسها ومنعتها، وكيف وصل إليها وقد استعدت للنوم وما كان بينه وبينها من حوار، وكيف أطاعته وخرجت معه من الحي إلى مكان بعيد.

1 شبه صاحبته بالبيضة لبياضها ورقتها.
2 يشرون: يظهرون.
3 يقول: تجاوزت هذه الأحراس حين مالت الثريا للمغيب فأرتك جانبًا منها على نحو ما ترى من جانب الوشاح حين يتلقاك بناحية منه، والمفصل: الذي جعل بين كل خرزتين فيه لؤلؤة.
4 نضت: نزعت. اللبسة: هيئة اللباس. المتفضل: اللابس ثوبًا واحدًا.
5 العماية: الغواية والجهالة.
6 المرط: إزار من خز، المرحل: الموشى.
[7] أجزنا: قطعنا، والساحة: الفناء، والحقف: المعوج من الرمل، وركام: بعضه فوق بعض، وعقنقل: منعقد متداخل، والواو في وانتحى زائدة لأنها جواب لما.
8 تضوع: انتشر، الريا: الرائحة.
9 هضيم: ضامر، الكشح: الخاصرة، وريا المخلخل: أي أن موضع الخلخال من ساقيها ممتلئ.
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 250
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست