responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 242
سفارته، ودعا القيصر امرأ القيس لزيارة عاصمته، وبالغ في إكرامه، وعاد إلى بلاده[1].
وواضح، مما تذكره تلك المصادر اليونانية عن هذا الأمير وأنه كان من العرب التابعين لملوك الفرس، أنه كان من اللخميين، ولعل من الطريف أن محمد بن حبيب يذكر في كتابه "المحبر" أن فيروز ملك الفرس "475- 483م" هو الذي نصب امرأ القيس بن المنذر اللخمي ملكًا، وإذا رجعنا إلى ملوك الحيرة في هذا التاريخ لم نجد بينهم من يتسمى بهذا الاسم، وفي ذلك ما يؤكد ما تذكره المصادر اليونانية من أنه كان ملكًا، وإذا رجعنا إلى ملوك الحيرة في هذا التاريخ لم نجد بينهم من يتسمى بهذا الاسم، وفي ذلك ما يؤكد ما تذكره المصادر اليونانية من أنه كان ملكًا في شمالي الحجاز، وكأنه بدأ كما تقول المصادر اليونانية مواليًا للفرس، ثم استقل عنهم، وأصفى ولاءه للروم. ومر بنا في أخبار الحارث الكندي أنه استطاع أن يفرض سلطانه على القبائل العدنانية في الشمال، ومر بنا أيضًا أنه كان يغير في أواخر القرن الخامس على تخوم الروم، وكان يقود هذه الغارات ابناه حجر ومعد يكرب. وقد يكون في ذلك ما يدل على أن الحارث استطاع أن يقضي على امرئ القيس اللخمي في شمالي الحجاز وسواحل خليج العقبة، وكأنه قضى على اللخميين في غربي الجزيرة، ومر بنا أنه استطاع أن يخضع إمارة الحيرة لسلطانه؛ فكأنه قضى على دولتهم في الغرب والشرق، وإن كان ذلك لم يدم طويلًا؛ إذ سرعان ما ظهر المنذر بن ماء السماء يمده كسرى أنو شروان بجيوشه؛ فقضى على خصمه الكندي، وعادت الإمارة اللخمية الشرقية، أما الإمارة الغربية فلم تعد، فقد دخلت أملاكها في ملك الغساسنة.
وإنما أطلنا في بيان ذلك لندل على أن أخبار امرئ القيس بن حجر الكندي اختلطت في ذاكرة العرب بأخبار امرئ القيس اللخمي[2]، ومن هنا كنا نظن ظنًّا أن امرأ القيس الشاعر الكندي لم يزر قيصر بيزنطة، وكنا ندفع هذه القصة

[1] انظر جواد علي: 3/ 267 وما بعدها.
[2] وبسبب من هذا الخلط قال هيار في ترجمته له بدائرة المعارف الإسلامية: عمل الإمبراطور جستنيان بنصيحة الحارث بن جبلة الغساني وإلى بادية الشام فدعا امرأ القيس إلى القسطنطينية حوالي عام 530م ليستمين به على الفرس ومكث هذا الشاعر طويلًا بالقسطنطينية، ثم استعمل على الشام وعلى القبائل التي تعيش هناك على الحدود ومن ثم لقب بلقب فيلارك أي الوالي؛ ولكنه توفي في أنقرة بين عامي 530 و540 في أثناء رحيله لتولي منصبه.
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 242
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست