responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 240
كان يراسل ابنتك ويواصلها، وهو قائل في ذلك أشعارًا يشهرها بها في العرب، فيفضحها ويفضحك؛ فبعث إليه القيصر حينئذ بحلة وشي مسمومة منسوجة بالذهب، وقال له: إني أرسلت إليك بحلتي التي كنت ألبسها تكرمة لك؛ فإذا وصلت إليك فالبسها باليمن والبركة، واكتب إلي بخبرك من منزل منزل، فلما وصلت إليه لبسها واشتد سروره بها؛ فأسرع فيه السم وسقط جلده؛ فلذلك سمي ذا القروح، وقال في ذلك:
لقد طمح الطماح من بعد أرضه ... ليلبسني مما يلبس أبؤسا1
فلو أنها نفس تموت سوية ... ولكنها نفس تساقط أنفسا
فلما صار إلى بلدة من بلاد الروم تدعى أنقرة احتُضر بها، فقال:
رب خطبة مسحنفره ... وطعنة مثعنجره2
وجفنة متحيره ... حلت بأرض أنقره3
ورأى قبر امرأة من أبناء الملوك ماتت هناك قد فنت في سفح جبل يقال له عسيب فسأل عنها، فأخبر بقصتها فقال:
أجارتنا إن المزار قريب ... وإني مقيم ما أقام عسيب
أجارتنا إنا غريبان ههنا ... وكل غريب للغريب نسيب.
ثم مات فدفن إلى جنب المرأة، فقبره هناك! ".
وهذه الأخبار عن امرئ القيس بعد مقتل أبيه ومصيره رويت في جملتها عن ابن الكلبي المتهم فيما يرويه، والتلفيق فيها بين واضح. ويمكن أن يكون لها أصل، تشهد به الحوادث، وهو أن يكون امرؤ القيس حاول عبثًا استرداد ملك آبائه؛ ولكنه مات دون تحقيق غايته. ومن الممكن أيضًا أن يكون قد حاول اللجوء إلى الحارث بن جبلة النسائي وأنه أوصله إلى جوستنيان في القسطنطينية؛ غير أنه مات في الطريق. ومن المحقق أن قصة ثأر جوستنيان لشرفه منه قصة منتحلة، نسجها القصاص حين

1 يريد بالأبؤس ما لبسه من الحلة المسمومة.
2 مسحنفرة: مسهبة، مثعنجرة: سائلة.
جفنة متحيرة: ممتلئة طعامًا ودسمًا.
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 240
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست