responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 165
ابن سلام شكًّا في قصيدة أبي طالب التي روتها قريش في أشعارها والتي يمدح بها الرسول صلى الله عليه وسلم[1]، ومعنى ذلك أنهم نظروا في شعر قريش فقبلوا منه ورفضوا[2]. فهم يفحصون ويحققون في شعر المدينة كما فحصوا وحققوا في شعر قريش وغيرها من القبائل.
ويقدم لنا ابن سلام طائفتين من الرواة كانتا ترويان منتحلًا كثيرًا وتنسبانه إلى الجاهليين، طائفة كانت تحسن نظم الشعر وصوغه وتضيف ما تنظمه وتصوغه إلى الجاهليين، ومثَّل لها بحماد، ورأينا فيما مر بنا أشباهًا له في جَنَّاد وخلف الأحمر، وطائفة لم تكن تحسن النظم ولا الاحتذاء على أمثلة الشعر الجاهلي؛ ولكنها كانت تحمل كل غثاء منه وكل زيف، وهم رواة الأخبار والسير والقصص، من مثل ابن إسحاق راوي السيرة النبوية؛ إذ كانت تصنع له الأشعار ويدخلها في سيرته دون تحرز أو تحفظ، منطقًا بالشعر العربي من لم ينطقوه من قوم عاد وثمود والعماليق وطسم وجديس.
ورفض ابن سلام والأصمعي وأضرابهما رواية الطائفتين جميعًا؛ فلم يقبلوا شيئًا مما يرويه أشباه حماد إلا أن يأتيهم من مصادر وثيقة، وكذلك لم يقبلوا شيئًا مما يرويه ابن إسحاق لا عن الأمم البائدة فحسب؛ بل عن عرب الجاهلية أنفسهم؛ إلا أن يجدوه عند رواة أثبات. يقول ابن سلام: وقد ذكر أبا سفيان بن الحارث أحد شعراء قريش الذين كانوا يناقضون حسان بن ثابت وشعراء المدينة: إن شعره في الجاهلية "سقط ولم يصل إلينا منه إلا القليل" ثم علق على ذلك بقوله: "ولسنا نعد ما يروي ابن إسحاق له ولا لغيره شعرًا، ولأن لا يكون لهم شعر أحسن من أن يكون ذاك لهم3"؛ فهم كانوا يرفضون جملة ما يرويه ابن إسحاق وأشباهه من مثل عبيد بن شرية وينحونه عن طريقهم، يقول ابن سلام: "وليس يشكل على أهل العلم زيادة الرواة ولا ما وضعوا ولا ما وضع المولدون4" مما حمله رواة القصص والأخبار من شعر غث "لا خير فيه ولا حجة في عربيته ولا أدب يستفاد ولا معنى

[1] ابن سلام: ص 204.
[2] ابن سلام: ص 205.
3 ابن سلام: ص 206.
4 ابن سلام: ص 40.
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 165
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست