نام کتاب : بدائع البدائه نویسنده : الأزدي، ابن ظافر جلد : 1 صفحه : 161
وبلغني عن بعض أهل المجلس أنه أمر الستارة بنقل اللحن إلى هذا الشعر، فنقل وغنى به، وبعد هذا أتممت أنا أبيات القصيدة وامتدحته بها.
قال على بن ظافر
وبالإسناد المتقدم ذكر صاحب اليتيمة ما معناه، أن أبا الحسن السلامي الشاعر دخل على الأمير عز الدولة أبي ثعلب فضل الله بن ناصر الدولة بن عبد الله حمدان وبين يديه درع كأنما جمعت من عيون الدبي أو غدير غضنت وجهه الصبا، فقال له: صفها، فارتجل:
يا رب سابغةٍ حبتني نعمةً ... كافأتها بالسوء غير مفند
أضحت تصون عن المنايا مهجتي ... وغدوت أبذلها لكل مهند
فاستحسن بديهته، وأحسن جائزته.
وذكر ما معناه
أن السلامي سافر في صباه إلى الموصل، وبه جماعة من الشعراء، فلما أنشدهم شعره اتهموه واستصغروا سنه واستعظموه، فقال لهم أبو عثمان الخالدي: أنا أكفيكم أمره، ثم صنع دعوة وجمعهم بها، فلما اجتمعوا أخذوا في سبر صناعته، والبحث عن قدر بضاعته، فاتفق أن أمطرت السماء مطراً أشبه الثغور في لونها وبردها، وجانس بمنثوره منظوم عقدها،، فبادر الخالدي فألقى عليه نارنجاً كأنه كرات ذهب، أو شعل لهب. ثم قال: يا أصحابنا، صفوا هذا، فارتجل السلامي:
لله در الخالد ... ي الأوحد الندب الخطير
أهدي لماء المزن عن ... د جموده نار السعير
حتى إذا صدر العتا ... ب إليه عن حنق الصدور
بعثت إليه بعذره ... عن خاطري أيدي السرور
لا تعذلوه فإنه ... أهدى الخدود إلى الثغور
فاعترفوا بفضله، وعرفوا عند ذلك مقدار علمه وعقله
وأخبرني الشيخ الفقيه أبو الحسن علي بن الفضل المقدسي
قال: أخبرني الإمام الحافظ السلفي الأصبهاني - رحمه الله تعالى - قال: أخبرني الرئيس أبو سعد محمد بن عقيل بن عبد الواحد الدسكري في سنة ست وتسعين وأربعمائة، قال: حدثني القاضي التنوخي قال: أصعد أبو الفرج الببغاء هو وجماعة من الشعراء الكبار يمتدحونه، فأخرج يوماً خازنه قدحاً من ياقوت أزرق، فملأه ماء وتركه يتشعشع، فقال له أبو الفرج: يا مولانا، ما رأيت أحسن من
نام کتاب : بدائع البدائه نویسنده : الأزدي، ابن ظافر جلد : 1 صفحه : 161