أن صلاح القلب أثر من آثار صلاح العقل فأجادوا وأفادوا.
مات أولئك القوم العظام وهوت من أفقها كواكبهم، ولقد كانوا في حياتهم جسدا وروحا، أما الجسد فقد طواه القبر، وأما الروح فهي الثورة التي تركوها من بعدهم.
أجل، إن الثورة روحهم والمظهر الساطع المتلألئ بحكمتهم ومبادئهم.
هم في الحقيقة أبطال الثورة المقدسة التي هي خاتمة الماضي وفاتحة المستقبل.
إنك تراهم بعين بصيرتك في كل مواقفها ووقائعها، إذا اخترقت أشعة العقل حجاب المسببات ونفذت إلى الأسباب نرى في نور الثورة الساطع أن ديدرو كان واقفا وراء دانتون وروسو وراء روبسبير وفولتير وراء ميرابو ونجد أن أبطال الثورة صنيعة أبطال الفلسفة[1].
إن الكلمة الأخيرة التي أنطق بها في هذا الموقف هي دعاء المجتمع البشري إلى التقدم بهدوء وسكون وثبات ووقار.
قد وجد الحق ضالته التي كان ينشدها وهي الإخاء الإنساني والتعارف النفسي، فمن العبث أن تشغل القوة بعد ذلك مكانا من [1] دانتون وروبسبير وميرابو أبطال الثورة الفرنسية.