في لفيف من العِترة الطاهرة النبوية فدلفت[1] إليه وأبثثتْه[2] أمري وأمر الشهادة المفقودة، فقال: لا عليك ألك شاهد بالتوبة، فقلت نعم، فنودي بشهودي فشهدوا بتوبتي، فقال تريثْ[3] قليلًا حتى تمر فاطمة بنت محمد فنسألها في أمرك، فهي تمت إلى أبيها بما لا تمت به[4] وكانت ممن قسم لهم دخول الجنة قبل فصل القضاء إلا إنها كانت تخرج كل حين للتسليم على أبيها، ثم تعود إلى مستقرها، فإنا لكذلك وإذا بمناد ينادي أن غضوا أبصاركم يا أهل الموقف حتى تعبر فاطمة بنت محمد -صلى الله عليه وسلم- فهرعت إليها فرأيتها راكبة مع إخواتها وجواريها على أفراس من نور، وتقدم من وعدني بسؤالها في أمري، فأنجز وعده، فقالت لأخيها إبراهيم دونك الرجل، فقال: تعلق بركابي فتعلقت فطارت الأفراس في الهواء تقطع الأجيال وتتخطى رءوس القرون حتى وافينا النبي -صلى الله عليه وسلم- واقفًا للشهادة القضاء فقصت عليه فاطمة ما علمت من أمري، فراجع الديوان الأعظم فوجد اسمي في التائبين فشفع لي فعدت في ركب فاطمة فرحًا مستبشرًا، وما كنت أقدر أن بين يدي [1] دلف مشى مشيًا متثاقلًا. [2] أبثه السر كاشفه به. [3] تريث أبطأ. [4] مت بالشيء توسل به.