عقبة الصراط فلما وافيته وجدتني لا أستمسك عليه لرقته، فأمرت فاطمة جارية من جواريها أن تعبر معي فأمسكن بيدي فمشيت أترنح ذات اليمين وذات الشمال، وخفت السقوط فقلت لها احمليني زقفونة، فقالت وما زقفونة، فقلت أما سمعت قول الجحجلول من أهل كفر طاب
صلَحت حالتي إلى الخلف حتى ... صرتُ أمشي إلى الورى زَقَفُونَه
فقالت ما سمعت بزقفونة، ولا الجحجلول، ولا كفر طاب، فقلت ألقي يدي فوق كتفيك، وأجعل بطني إلى ظهرك فحملتني، وجازت بي الصراط كالبرق الخاطف حتى صرتُ إلى باب الجنة، فرمت الدخول فوقف رضوان في وجهي وقال أين جوازك[1] فَبعِلتُ[2] بالأمر ثم رأيت في دهليز الجنة شجرةَ صَفصاف فعالجته على أن يعطيني ورقة أعود بها إلى الموقف لا ستكتب عليها الجوازَ فأبى، فقلت وقد ملك الهم عليَّ رشدي وصوابي أما والله لو أنك حارس على أبواب الكرماء، أو خازن لخزائن الملوك والأمراء، لما وصل شاعر إلى درهم ولا سائل إلى سُحتوت3 [1] الجوزاء صك المسافر. [2] بعل بأمره برم به فلم يدر ما يصنع فيه.
3 السحتوت في الأصل السويق القليل الدسم ثم أطلق على كل شيء قليل.