responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية نویسنده : لويس شيخو    جلد : 1  صفحه : 118
وأضافوا إلى هذه الأبيات قولاً على لسان ابليس لآدم:
تتنحَّ عن البلاد وساكنيها ... ففي الجنَّات ضاقَ بك الفسيحُ
وكنتَ بها وزوجك في رخاء ... وقلبكَ من أذى الدنيا مريحُ
فما زالت مكايدتي ومكري ... إلى أن فاتك الثمن الربيحُ
فلولا رحمةُ الجبَّار اضحى ... بكفكَ في جنان الخلدِ ريحٌ
وممن أشاروا في الجاهلية إلى ولد آدم افنون الشاعر التغلبي (المفضليات ص524 ed. Lyall) قال:
قد كنتُ اسبقُ من دجاروا على مهلٍ ... من ولد آدم مالم يخلعوا رسني
(نوح والطوفان) ليس في الكتاب الكريم بعد ذكر التكوين واقعٌ اخطر من الطوفا في عهد نوح. ولا شك أن عرب الجاهلية نقلوا الخبر عن أهل الكتاب ولا سيما النصارى، منهم الأعشى الكبير حيث قال يمدح إياساً ويشبه بنوح في صنع سفينته (شعراء النصرانية ص389) :
جزى الإله إياساً خير نعمته ... كما جزى المرء نوحاً بعد ما شابا
في فلكهِ إذ تبداها ليصنعها ... وظلَّ يجمع ألواحاً وأبواباً
ومنهم أمية ابن أبي الصلت روى له الجاحظ في كتاب الحيوان طبعة مصر 2: 118=Ms de Vienne, ff. 212v) والمقدسي في كتاب البدء (3: 24) أبياتاً منها قوله يذكر ن نجاة نوح وأهله وحلوله على جبل الجودي الذي فوقه نزلت سفينته على زعم العرب:
إلى أن العرب يفوت المرء رحمة ربه ... وإن كان تحت الأرض سبعون (وادياً
كرحمة نوحٍ يوم حل سفينة ... لشيعته كانوا جميعاً ثمانيا
فلمَّا استنار الله تنور أرضهِ ... ففار وكان الماء في الأرض ساحياً
ترفع في جري كأنَّ أطيطهُ ... صريفُ محالٍ يستعيد الدواليا
على ظهرِ جوانٍ لم يُعدَّ لراكبٍ ... سراهُ وغيمٍ ألبس الماءَ داجياً
فصارت بها أيامها ثم سبعةَ ... وست ليالٍ دابات عواطيا
تشقُّ بهم تهوي باحسن إمرةٍأأ ... كأنَّ عليها هادياً ونواتيا
وكان لها الجودي نهياً وع ... غايةً
واصبح عنها موجهُ متراخياً
ومثلها قوله (كتاب البدء 3: 24) :
منجي ذي الخير من سفينة نوح ... يومَبادت لبنان من أخراها
فار تنوره وجاش بماء ... طمَّ فوق الجبال حتى علاها
قيل للعبد سر فسار وبالله ... على المهول سيرها وسراها
قيل فاهبط فقد تناهت بك الفلك ... على رأس شاهق مرساها
ولهُ أيضاً (وراء صاحب خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب 4: 54) :
عرفتُ أن لن يفوت الله ذو قدمٍ ... وإنهُ من أمير السؤ ينتقم
المسبحُ الخشب فوق الماء سخرها ... خلال جريتها كأنها عوم
تجري سفينة نوح في جوانبه ... بكل موجٍ مع الأرواح تقتحم
مشحونةٌ ودخان الموج يرفعها ... ملأى وقد صرعت من حولها الأمم
حتى تسوت على الجودي راسيةٍ ... بكل مااستودعت كأنها أطم
وروي له أيضاً في كتاب الحيوان للجاحظ Ms de Vienne, ff. 396v)) بيتان في البهائم التي كانت في سفينة نوح:
تصرخ الطيرُ والبريةُ فيها ... مع قوي السابع والافيال
مرَّ فيها من كل ماعاش زوجٌ ... بين ظهري غوارب كالجبال
ويحسن بنا أن نروي هنا ماقال القطامي الشاعر النصراني في عهد بني أمية عن نوح وسفينته (ديوانه ص84 ed. Barth ولسان العرب 6: 334) :
وأنذركم مصاير قوم نوح ... وكانت أمة فيها انتشار
وكان يسبح الرحمان شكراً ... والله المحامد والوقار
فلمّا ان اراد الله أمراً ... مضى والمشركون لهم جؤارُ
ونادى صاحبُ التنوّر نوحاً ... وصبَّ عليهمُ منهُ البوارُ
وضجوا عند جيئتهِ وفروا ... ولا ينجي من القدر الحذار
وجاش الماءُ منهمراً اليهم ... كأنَّ عناءهُ خرقٌ نشار
وعامت وهي قاصدةٌ بإذنٍ ... ولولا الله جار بها الجوار
إلى الجودي حتى صار حجراً ... وحان لتالك الغمرِ وانحسارُ
فهذا فيه موعظةٌ وحكمٌ ... ولكني امرؤ في افتخارُ
وذكر أمية الجودي في محل آخر مشيراً إلى حلول سفينة نوح عليه_كتاب سيبويه 1: 136 ed. Derenbourg) والبيت يروي لورقة بن نوفل في جملة ابيات (شعراء النصرانية ص617) :

نام کتاب : النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية نویسنده : لويس شيخو    جلد : 1  صفحه : 118
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست