نام کتاب : النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية نویسنده : لويس شيخو جلد : 1 صفحه : 117
فأبلسَ الله إبليساً واسكنهُ ... داراً من الخلد بين الروضِ والشجرِ
فاغتاظ ابليس من بغي ومن حسدٍ ... فاحتال للحية الرقطاء والطير
فأدخلاهُ بأيمانٍ مؤكدةٍ ... اعطاهما بيمين كاذبٍ غدرِ
هناك سار إلى حوا بوسوسة ... أردت بغراتها معها أبا البشر
فأهبطوا من معاصيهم وكلهمُ ... نائي المحل فقيدُ العين والأثرِ
واهبط الله ابليساً واوعده ... ناراً تلهبُ بالإسعار والشررِ
وانزل الله للطاووس رحمتهُ ... من صوته ورمى رجليهِ بالنكرِ
وأعقبَ لالحية الحسناءَ حين عفت ... مسحَ القوائم بعد السعي كالبقر
وأعقب اللهُ حوَّا بالذي فعلتْ ... بالطمث والطلقِ والأحزانِ والفكرِ
وروى في كتاب البدء (1: 61) وفي اللسان (13: 457) والتاج (6: 65) عن الحية قول أمية:
والحيَّة الحتفةُ الرقشاءُ اخرجها ... من بيتها أمناتُ الله والكلمُ
إذا دعا باسمه الإنسانُ أو سمعتْ ... ذات الالهِ يرى في سعيها زرمُ
ورواها الزمخشري في الأساس:"اخرجها من جحرها أيمنات الله والقسم" (قال) "ويقال حية حتفة أي قاتلة كما يقال امرأة عدلة" ونروي هنا أبياتاً من ارجوزة نقلها صاحب كتاب البدء (2: 85) واللمسعودي في مروج الذهب لعلي بن جهم عن بدء الخليقة كما رواها له النصارى وأن تأخر زمانهُ عن الجاهلية:
ياسائلي عن ابتداء الخلق ... مسألة القاصد ثقصد الحق
أخبرني قومٌ من الثقاتِ ... أولو علومٍ وأولو هيئاتِ
تضرعوا في طلب الآثارِ ... وعرفوا مواردَ الأخبارِ
ودرسوا التوراة والأنجيلا ... واحكموا التأويل والتنزيلا
انشأ خلقَ آدم إنشاءَ ... وقدَّ منهُ زوجةٌ حواءَ
مبتدياً وذاك يوم الدجمعهْ ... حتى أكمل فيه الصنعه
اسكنه وزوجه الجنايا ... فكان من أمرها ما كانا
غرهما الشيطانُ واغترا به ... كما أبان الله في كتابه
غرّهما الشيطان في ماصنعا ... فأهبطا منها إلى الأرض معا
فوقع الشيخُ ابونا آدمُ ... بجبل الهند ويدعى واسم
لبئس مااغتاضَ من الجنانِ ... والضعفُ من جبلة الإنسان
فشقيا وورثا الشقاءَ ... نسلهما والكد والعناء
ولم يزل مفتقراً من ذنبه ... حتى تلقى كلمات ربه
فأمن السخطة والعذابا والله ... تواب على من تابا
والعرب يضربون المثل بآدم في القدم قال الأطل بن ربيعة (الأغاني 12: 165) يهجون بني منقر:
يامنقر بن عبيدٍ أنَّ لؤمكمُ ... مذ عهد آدمَ في الديوان مكتوبُ
للضيف حقٌ على من كان ذل كرمٍ ... والضيفُ في منقر عريانُ مسلوبُ
(بنو آدم) وقد عرف شعراء العرب في الجاهلية نسل آدم وقصة ولديه كما ورد في قصيدة ابن جهم حيث قال عن آدم وحوا:
ثمَّ تنسلا احباًَّ النَّسلا ... فحبلتْ حواءُ منهُ حملا
واقتنيا الابن فسمي قاينا ... وعاينا من نشئهِ ماعاينا
فشبَّ هابيل وشبَّ قاين ... ولم يكن بينهما تباين
ومن الشعر المتضمن لاخبار بني آدم رثاء يرويه العرب على لسان آدم وحواء عند قتل قاين (ويقولون قابيل) لأخيه هابيل وهو لا محالة مصنوع الاَّ أنهُ قديم يروي في أقدم كتب المسلمين كتاريخ الطبرى (1: 146) ومروج الذهب للمسعودي (طبعة باريس 1: 65) وغيرهما كثيرين (راجع المشرق 6 [1903] : 492) وهم ينسبون انشاده الى علي بن ابي طالب مايدل على أن الشعر سبق الإسلام قال آدم:
تغَّيرت البلادُ ومن عليها ... فوجهُ الأرضِ مغبرٌ قبيح
تغيرَ كلُّ ذي حسن ولونٍ ... وقلَّ بشاشة وجهٌ صبيحُ
وجاورنا عدوٌ ليس يفنى ... لعينٌ لا يموتُ فنستريح
وقابيلٌ أذاق الموت هابيل ... واحزنا لقد فقد المليح
فما لي لاأجودُ بسكب دمعي ... وهابيلٌ تضمنهُ الضريحُ
ارى طولَ الحياة عليَّ غمَّا وما ... أنا من حياتي مستريح
ونسبوا إلى حوا. قولها كجواب على قول آدم:
دع الشكوى فقد هلكا جميعاً ... بهلك ليس بالثمن الربيح
ومايغني البكاء عن البواكي ... إذا مالمرءُ غيب في الضريحِ
فبك النفسَ منكَ ودعْ هواها ... فلستَ مخلداً بعد الذبيحِ
نام کتاب : النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية نویسنده : لويس شيخو جلد : 1 صفحه : 117