نام کتاب : النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية نویسنده : لويس شيخو جلد : 1 صفحه : 119
سبحانه ثم سبحاناً يعكودُ لهُ ... ومثلنا سبحَ الجوديُّ والجمدُ
ولأمية يذكر أمر الغراب والحمامة اللذين ارسلهما نوح ففرَّ الغراب وعادت الحمامة بغصن الزيتون فقال (كتاعب الحيوان للجاحظ طبعة مصر 4: 65 ثم Ms de Vienne, ff. 212v ثم كتاب البدء 3: 25) :
وإذا هم لا لبوس لهم تقيهم ... وإذا صمُّ السلام لهم رطاب
عشية أرسل الطوفانُ يجري ... وطاف الماء ليس لهُ جرابُ
على أمواج أخضر ذي حبيكٍ ... كأن سعارَ زاخرهِ الهضاب
بآية قام ينطقُ كلُّ شيءٌ ... وخانَ أمانةَ الديك الغرابُ
وأرسلت الحمامةُ بعد سبعٍ تدلُّ ... على المهالك لاتهابُ
تلمسُ هل ترى في الأرضِ عيناً ... وعائنةً بها الماءُ العبابُ
فجاءت بعد ما ركضتْ بقطفٍ ... عليهِ الثأطُ والطينُ الكبابُ
فلمّا فرسوا الآيات صاغوا لها ... طوقاً كما عقد السخابُ
إذا ماتت تورثهُ بينها ... وإن تقتل فليس لها استلابُ
جزى الله الأجلُّ المرءَ نوحاً ... جزاءً البر ليس لهُ كذابُ
بما حلمتْ سفينتهُ وانجت ... غداةَ اتاهُم الموتُ القلابُ
وفيها منة أرومتهِ عيالٌ ... لديه لا الظلماءُ ولا السغابُ
وقال أيضاً في حمامة نوح وطوقها (حياة الحيوان للجاحظ 2: 119) :
وما كان أصحاب الحمامة جيفة ... غداةَ غدت منهم تضمُّ الخوافيا
رسولاً لهم اللهُ يحكم امرُ ... يبين لهم هل يؤقنس الثوب باديا
فجاءت بقطفٍ آيةً مستبينةً ... فأصبح منها موضع الطين جارياً
على خطهما واستوهبت ثم طوقها ... وقال ألا لا تجعل الطوق حالياً
ولا ذهباً أني أخاف نبالهم ... يخالونهُ مالي وليس بمالياً
وزدني على طوقي من الحلي زينة ... تصيب إذا أتبعتُ طوقي خضابيا
وزدني لطرفْ العين منك بنعمة ... وورث إذا مامتُّ طوقي حمامياً
يكونُ لأولادي جمالاً وزينةً ... ويهوين زيني زينةً أن يرانيا
وروى البحتري في حماسة (راجع طبعتنا ص124) لرجل الكندي في نوح وسفينته فقال في تصؤف الأيام:
وأصبن نوحاً بعد ما بلغتَ بهِ ... أفقَ البلاد سفينةٌ لم تغرقِ
وممن ذكروا نوح وسفينهِ في الجاهلية النابغة الجعدي في ميميته التي أولها:
الحمد لله لا شريك له م ... من لم يقلها فنفسهُ ظلما
ثم قال يذكر بأمر الله إلى نوح ليعد له فلكاً (خزانة الأدب 4: 4) :
نودي قمْ وأر كبن بأهلك م ... أن الله موفٍ للناس مازعما
وفيها زعم الجعدي أنَّ سفينة نوح كانت من خشب الجوز لصلابته وجودته قال (لسان النعرب 7: 195) :
يرفع بالقار والحديد من م ... الجور طوالاً جذوعها عمماً
ويضربون المثل في نوح بطول العمر ورووا لرؤية (ديوانه ص128) :
فقلتُ لو عمرت سنَّ الحسلِ ... أو عمرَ نوحٍ زمن الفطحلِ
والصخرُ مبتلٌ كطين الوحل ... صرتُ رهين هرم أو قتلِ
ومثله لأبي العتاهية ديوانه ص67) :
نح على نفسك يا ... م مسكين أن كنت تنوحُ
لستَ بالباقي ولو ... م عمرت ما عمر نوحُ
(أبناء نوح) لم نجد في شعر عرب الجاهلية ذكر الأبناء نوح لألا في قصيدةٍ لصلاءة بن عمرو الشهير بالافوه الأولادي (راجع شعراء النصرانية ص70) ذكر فيها ملوك التبابعة والمثامنة وقد ورد منها أبيات في يكتاب وصايا ملوك العرب (ص20) فقال:
فلو دام البقاءُ إذنْ جدودي ... وأسلافي بنو قحطانَ داموا
ودام لهم تبابعهم ملوكاً ... ولم تمت المثامنةُ الكرامُ
وعاش الملك ذو الأذعار عمروٌ ... وعمروٌ حولهُ اللجب اللهام
ملوك أدتِ الدنيا أليه ... إتاوتها ودان لها الأنام
ولما يعصها سامٌ وحامٌ ... ويافتُ حيثما حلت ولام
(ذكر ابراهيم الخليل وابنه اسحاق) ورد اسم إبراهيم في الشعر الجاهلي ويقال إبراهيم وإبراهيم قال عبد المطلب (العرب للجواليقي ص9 واللسان 14: 314) ينسب ابتناء الكعبة إلى إبراهيم:
عذتُ بما عاذ به إبراهيم ... مستقبل القبلة وهو قائم
إني لك ألهم عانٍ راغمُ
وله:
نحنُ آلُ الله في كعبته ... لم يزل ذاك على عهد إبراهيم
نام کتاب : النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية نویسنده : لويس شيخو جلد : 1 صفحه : 119