responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المرقصات والمطربات نویسنده : ابن سعيد المغربي    جلد : 1  صفحه : 79
اقول لنفسي إذ تغص بريقها ... ألا ليت شعري ما لها عند مالك
وقيل في المرقص:
أعلل قلبي في الغرام وأكتم ... ولكن حالي عن هواي يترجم
فلو فاض دمعي قلت جرح مقلتي ... لئلا يرى حالي العذول فيفهم
وكنت خلياً لست أعرف ما الهوى ... فأصبحت صباً والفؤاد متيم
رفعت إليكم قصتي أشتكي بها ... غرامي ووجدي كي ترقوا وترحموا
سطرتها من دمع عيني لعلها ... بما حل بي منكم إليكم تترجم
رعى الله وجهاً بالغرام مبرقعا ... له البدر عبد والكواكب تخدم
على حسن ما رأيت مثيلها ... ومن ميلها الأغصان عطفاً تعلم
وأسألكم من غير حمل مشقة ... زيارتنا إن الوصال معظم
وهبت لكم روحي عسى تقبلونها ... فلي الوصل مني والصدود جهم
فأخذت الجارية الكتاب وأعطته إلى سيدها. فلما قرأت ذاك الكتاب هاج منها الوجد والغرام وكتبت له أيضاً تقول:
يا من تعلق قلبه بجمالنا ... أصبر لعلك في الهوى تحظى بنا
لما علمنا أن حبك صادق ... وأصاب قلبك ما أصاب فؤادنا
زدناك فوق الوصل مثله ... لكن منع الوصل من حجابنا
وإذا تجلى الليل من فرط الهوى ... تتوقد النيران في أحجابنا
وجت مضاجعنا الجنوب وربما ... قد برح التبريح في أجسامنا
الفوض في شرع الهوى كتم الهوى ... لا ترفعوا المسبول من أستارنا
فلما فرغت من شعرها طوت الكتاب وأعطته إلى الخادمة فأخذته وخرجت من عندها. فصادفها الحاجب وقال لها: أين تذهبين؟ فقالت إلى الحمام وقد إنزعجت منه فوقعت منها الورقة دون إنتباه. فبينما كان بعض الخدم يمشي في تلك الجهة وقع نظره على الورقة فأخذها وقدمها إلى الوزير فلما قرأها وفهم فحواها هاج منه الغيظ والغضب وجاء إلى إبنته ورد لائماً مندداً. ثم أمر بعض الخدم بإيعادها وأخذ مكان لها يكون بعيداً في البرية. فلما علمت بذلك زاد منها القلق وكتبت قبل ذهابها هذه الأبيات على باب حجرتها.
بالله يا دار مر الحبيب ضحى ... مسلماً بإشارات يحيينا
أهديه منا سلاماً زاكياً عطراً ... لأنه ليس يدري أين أمسينا
ولست أدري إلى أين الرحيل بنا ... لما مضوا بي سريعاً مستخفينا
في جنح ليل وطير الأيك قد عكفت ... على الغصون تباكينا وتنعينا
وقال عنها لسان الحال وأحربا ... من التفرق ما بين المحبينا
لما رأيت كؤوس المر قد ملئت ... والدهر من صرفها بالقهر يسقينا
مزجتها بجميل الصبر متذراً ... وأنكم الآن ليس الصبر يسلينا
ولما فرغت من شعرها ركبت وساروا بها يقطعون القفار حتى وصلوا إلى مكان منفرد أمام شاطيء نهر فنصبوا لها خيمة ووكلوا بها عض الخدم.
لما أظلم الظلام تذكرت حالها وكيف فارقت أطلال الحبيب فسكبت العبرات وأنشدت تقول:
جن الظلام وهاج الوجد بالسقم ... والشوق حرك ما عندي من الألم
ولوعة البين في الأحشاء قد سكنت ... والفكر صيرني في حالة العدم
والوجد أقلقني والشوق أحرقني ... والدمع باح بسر أي مكتتم
وليس لي حالة في العشق أعرفها ... من رق عودي ومن سقمي ومن ألمي
جحيم قلبي من النيران قد سعرت ... ومن لظى حرها الأكباد في نقم
ما كنت أملك نفسي أن أودعهم ... يوم الفراق فيا قهري ويا ندمي
يا من يبلغهم ما حل بي وكفى ... إني صبرت على ما خط بالقلم
أقسمت لا حلت عنهم في الهوى أبداً ... يمين شرع الهوى مبروة القسم
يا ليل سلم على الأحباب مخبرهم ... وأشهد بعلمك أني فيك لم أنم

نام کتاب : المرقصات والمطربات نویسنده : ابن سعيد المغربي    جلد : 1  صفحه : 79
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست