نام کتاب : المرقصات والمطربات نویسنده : ابن سعيد المغربي جلد : 1 صفحه : 77
هنيئاً مريئاً غير داء مخامر ... لعزة من أعراضنا ما إستحلت
والله ما قاربت إلا تباعدت ... بصرم وأكثرت إلا أقلت
فإن تكن اعتبي فأهلاً ومرحباً ... وحقت لنا العتبى لدينا وقلت
وإن تكن الأخرى فإن وراءنا ... منادح لو سارت بها العيس كلت
فلا يبعدن وصلٌ لعزة أصبحت ... يعافيه أسبابه قد توت
أسيئي بنا أو أحسني لا ملومة ... لدينا ولا مقليّة إن تقلت
ولكن أنيلي وأذكري من مودة ... لنا خلة كانت لديكم فطلت
فإني وإن صدّت لمئنٍ وصادقٌ ... عليها بما كانت إلينا أزلت
فما أنا بالداعي لعزة بالجوى ... ولا شامتٌ إن نعل عزة زلت
فلا يحسب الواشون أن صبابتي ... بعزة كانت عمرة فتجلت
فأصبحت قد أبللت من دنف بها ... كما أدنفت هيماء ثم إستبلت
فو الله ثم الله ما حل قبلها ... ولا بعدها من خُلة حيث حلت
وما مر من يوم عليّ كيومها ... وإن عظمت أيام أخرى وجلت
وأضحت بأعلى شاهق من فؤاده ... فلا القلب يسلوها ولا العين ملت
فيا عجباً للقلب كيف إعترافه ... وللنفس لما وطنَّت كيف ذلت
وإني وتهيامي بعزة بعدما ... تخليت مما بيننا وتخلت
لكالمرتجى ظل الغمامة كلما ظل ... تبوأ منها للمقبل أضمحلت
كاني وإياها سحابة ممحل ... رجاها فلما جاوزته إستهلت
فإن سال الواشون فيمَ هجرتها ... فقل نفس حر سليَّت فتسلت
وقال أحد الظرفاء:
ماتت لفقد الظاعنين ديارهم ... فكأنهم كانوا بها أرواحا
ولقد عهدت بها فهل أرينه ... مغدى لمنتجع الصبي ومراحا
بالنافثات النافثات نواظراً ... والنافذين اسنة وصفاحا
وأرى العيون ولا كأعين عامر ... قدراً مع القدر المتاح مُتاحا
متوارثي مرض الجفون وإنما ... مرض الجفون بأن يكن صحاحا
من كان يكلف بالأهلة فليزر ... ولدي هلال رغبة وبراحا
لا عيب فيهم غير شح نسائهم ... ومن السماحة أن يكن شحاحا
طرقته في أترابها فجلت له ... وهناً من الغرر الصباح صباحا
أبرزن من تلك العيون أسنة ... وهززن من تلك القدود رماحا
يا حبذا ذاك السلاح وحبذا ... وقتٌ يكون الحسن فيه سلاحا
* وقال إبن الرومي:
زارت على غفلة من الحرس ... تهدي إليّ اليلام في الغلسٍ
أني تجشمت نحو أرحلنا الهو ... ل ولم ترهبي أذى العسس
قالت ترامى بنا إليك من الشو ... ق مُغِيص بالبارد السلس
كم زفرة لي تبيتت تنهض أحشا ... ئي ودمع عليك منبجس
وأنت لاه غيرنا ولنا ... منك هوى ممسك على النفس
عجبت من ذلتي ومن قلبك القا ... سي علينا وخلقك الشكس
لا تأمنن الهوى وسطوته ... وأخشى رداه ومنه فأحترس
ومن قول جميل عاشق بثينة:
ما دنا البين بين الحي وأقتسموا ... حبل النوى فهو في أيديهم قِطع
جادت بأدمعها ليلى وأعجلني ... وشك الفراق فما أبقى وما أدع
يا قلب ويحك ما عيشي بذى سلم ... ولا الزمان الذي قد مرّ مرتجع
أكلما بان حيّ لا تلائمهم ... ولا يبالون أن يشتاق من فجعوا
علقني بهوى عنهم فقد جعلت ... من الفراق حصاة القلب تنصدع
وقال أحدهم:
تجب فانّ الحب داعية الحبَ ... وكم من بعيد الدار مستوجب القرب
إذا لم يكن في الحبَ عتب ولا رضا ... فأين حلاوات الرسائل والكتب
نام کتاب : المرقصات والمطربات نویسنده : ابن سعيد المغربي جلد : 1 صفحه : 77