responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي نویسنده : عبد اللطيف محمود حمزة    جلد : 1  صفحه : 342
أما نحن فلا نميل إلى هذا الرأي؛ لأن في اتباعه إهدارًا لركن هامٍّ من أركان العمود الصحفيّ، وهو الطابع الشخصيّ، والرأي الشخصيّ الذي يتميز به العمود عن سائر أنواع المقال.
ولا شكَّ أن الصحيفة التي تفقد هذا القدر الضئيل من الذاتية، أو الحرية, لا تغري القراء بقراءة صفحاتها، ولا تسمح للكاتب بعرض وجهات النظر المختلفة في الموضوع الواحد، وإن زعمت في الوقت نفسه أنها تحافظ على سياستها العامة، وطابعها الصحفيّ الذي تمتاز به عن بقية الصحف الأخرى.
وتلك وأمثالها هي خصائص العمود الصحفيّ من حيث أسلوب التفكير، أما خصائص العمود من حيث التعبير فمنها ما يلي:
أولًا: جمال الأسلوب:
وذلك أن العمود الصحفيّ أشبه بالمقال الأدبيّ لا الصحفيّ؛ من حيث العناية باختيار الألفاظ، والاحتفاظ بحلاوة الأساليب، وفيه مجال كبير لتبيان النبوغ الأدبيّ، أوالقدرة البيانية التي يمتاز بها المحرر الصحفيّ.
وانظر إلى كاتب من كتاب العمود مثل: "احمد الصاوي محمد" في عموده "ما قَلَّ ودَلَّ" وهو يكتب عن العواصف والأنواء التي اشتدت بمدينة الإسكندرية في 9 من فبراير سنة 1956 فيقول:
"وعندما تهب الريح، وتزمجر العاصفة، ويحجب الغبار المرئيات، وترتعش الأشجار، وتهتز خوفًا وفرقًا، يأوي الرجل إلى البيت، فهو بعد الكفاح اليوميّ مأواه وحماه، وليست البيوت أربعة جدران، فالجدران لا تحمي إلّا الجسد، والبيوت إنما خلقت لتحمي الروح، وتبني الهناء، فما أكثر الذين لهم بيوت كبيرة وحياة صغيرة، وما أكثر الذين لهم قصور، وهم يعيشون في صحراء فقراءَ جرداء من الخيال والحب..... إلخ".

نام کتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي نویسنده : عبد اللطيف محمود حمزة    جلد : 1  صفحه : 342
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست