نام کتاب : العمدة في محاسن الشعر وآدابه نویسنده : القيرواني، ابن رشيق جلد : 1 صفحه : 245
إني لأعجب كيف يحسن عقده ... شعر من الأشعار مع إحسانه
ما ذاك إلا أنه در النهى ... يفد التجار به على دهقانه
أستغفر الله لا أجحد أبا الطيب حقه، ولا أنكر فضله، وقد قال:
ملك منشد القريض لديه ... يضع الثوب في يدي بزاز
ثم نرجع إلى وصف البلاغة، بعد ما أفضينا ووشحنا هذا الباب من ذكر السيد، فنقول: وقالوا: البلاغة ضد العي، والعي: العجز عن البيان.
وقيل: لا يكون الكلام يستوجب اسم البلاغة حتى يسابق معناه لفظه، ولفظه معناه، ولا يكون لفظه أسبق إلى سمعك من معناه إلى قلبك.
وسأل عامر بن الظرب العدواني حمامة بن رافع الدوسي بين يدي بعض ملوك حمير فقال: من أبلغ الناس؟ قال: من حلى المعنى المزيز باللفظ الوجيز، وطبق المفصل قبل التحريز.
قيل لأرسطاطاليس: ما البلاغة؟ قال: حسن الاستعارة.
وقال الخليل: البلاغة ما قرب طرفاه، وبعد منتهاه.
وقيل لخالد بن صفوان: ما البلاغة؟ قال: إصابة المعنى، والقصد إلى الحجة وقيل لإبراهيم الإمام: ما البلاغة؟ قال: الجزالة، والإطالة، وهذا مذهب جماعة من الناس جلة، وبه كان ابن العميد يقول في منثوره.
وقيل لبعض الجلة: ما البلاغة؟ فقال: تقصير الطويل، وتطويل القصير، يعني بذلك القدرة على الكلام.
وقال أبو العيناء: من اجتزأ بالقليل عن الكثير، وقرب البعيد إذا شاء، وبعد القريب، وأخفى الظاهر، وأظهر الخفي.
نام کتاب : العمدة في محاسن الشعر وآدابه نویسنده : القيرواني، ابن رشيق جلد : 1 صفحه : 245