نام کتاب : العمدة في محاسن الشعر وآدابه نویسنده : القيرواني، ابن رشيق جلد : 1 صفحه : 244
أيها الموحي إلينا ... نفثة الصل الصموت
ما سكتنا عنك عياً ... رب نطق في السكوت
لك بيت في البيوت ... مثل بيت العنكبوت
إن يهن وهناً ففيه ... حيلتا سكنى وقوت
وقيل لبعضهم: ما البلاغة؟ فقال: إبلاغ المتكلم حاجته بحسن إفهام السامع، ولذلك سميت بلاغة.
وقال آخر: البلاغة أن تفهم المخاطب بقدر فهمه، من غير تعب عليك.
وقال آخر: البلاغة معرفة الفصل من الوصل.
وقيل: البلاغة حسن العبارة، مع صحة الدلالة.
وقيل: البلاغة أن يكون أول كلامك يدل على آخره، وآخره يرتبط بأوله.
وقيل: البلاغة القوة على البيان، مع حسن النظام.
ومن قول السيد أبي الحسن أدام الله عزه في صفة كاتب بالبلاغة وحسن الخط:
فضل الأنام بفضل علم واسعٍ ... وعلا مقالهم بفصل المنطق
وحكى لنا وشي الرياض وقد وشت ... أقلامه بالنقش بطن المهرق
فبلغ ما أراد من الوصف في اختصار وقلة تكلف. ونحو ذلك قوله أيضاً:
إذا مشقت يمناك في الطرس أسطراً ... حكيت بها وشي الملاء المعضد
يروق مجيد الخط حسن حروفها ... ويعجب منها بالمقال المسدد
وهذا الشعر كالأول في الجزء وإصابة المفصل، وإن أبا الحسن لكما قال سميه أبو الطيب خاتم الشعراء:
عليم بأسرار الديانات واللغى ... له خطرات تفضح الناس والكتبا
بلى كما قال ولي نعمته، وشاكر منته:
نام کتاب : العمدة في محاسن الشعر وآدابه نویسنده : القيرواني، ابن رشيق جلد : 1 صفحه : 244