responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد المفصل نویسنده : الحلي، حيدر    جلد : 1  صفحه : 90
سمعت النّاى ينتجعون غيثاً ... فقلت لصيدح انتجعي بلالا
وصيدح اسم ناقته، وبلال ممدوحه؛ وهو ابن أبي موسى الأشعري وكان يمدحه كثيراً.
وأمّا تخلّصات المتأخّرين من الشعراء فقد اعتنوا بها غاية الإعتناء. قال أبو تمام:
تقول في قومس صحبي وقد أخذت ... منّا السرى وخطا المهريّة القود
أمطلع الشمس تبغي أن تؤمَّ بنا ... فقلت كلاّ ولكن مطلع الجود
قال صلاح الدين الصفدي: والناس يستحسنون هذا من أبي تمام ويعدّونه من الجيد له، وقد أخذه بلفظه من مسلم بن الوليد واجترأ عليه اجتراء السادة على البعيد، لأنّ مسلم هو البادي وأبو تمام هو العادي، وذلك حيث يقول:
تقول صحبي وقد جدّوا على عجل ... والخيل تستنُّ بالرّكبان في اللجم
أمطلع الشمس تبغي أن تؤمَّ بنا ... فقلت كلاّ ولكن مطلع الكرم
وهذا في غاية الحسن التي تكبوا الفحول دون بلوغها، وتعجز الشعراء عن الظفر بمصوغها، فإنّ عين النهى تصل النظر إلى رفعتها وتتأمّل، ومطايا التخييل تكلُّ عن النهوض بعبئها فتتجمّل وما تتحمّل. وقد أخذه أبو إسحاق الغزي فسبكه فلكبه لمّا قال:
تقول إذا حثثناها وضلّت ... تناجينا بألسنة الكلال
إلى أُفق الهلال مسير ركبي ... فقلنا بل إلى أُفق النوال
فأين معالي الشمس ممّا يحاول؟ وأين الثريّا من يد المتناول؟ ولكن هذه الأشياء يتّفق لها سعادة، فما تعارض ولا تقارض.
وقال البحتري من جملة قصيدة فريدة:
إذا باكرته غاديات همومه ... أراح عليها الراح حمراء كالورد
كأنَّ سناها بالعشيّ لشربها ... تبلج عيسى حين يلفظ بالوعد
وبديع قول بديع الزمان:
أبى المقام بدار الذلّ لي كرمٌ ... وهمّةٌ تصل التوحيد والخببا
وعزمةٌ لا تزال الدهر ضاربة ... دون الأمير وفوق المشتري طنبا
وقال بعضهم:
ومدامع تجري فتحسب أنّ في ... آماقهنَّ بنان إسماعيلا
وقول مهيار:
فكأنّ دمعي مدّ من أيدي بني ... عبد الرحيم وجودها المستتبع
وكأنّ ليلي من تقارب طوله ... أسيافهم موصولة بالأذرع
وقوله أيضاً:
كأنّما قولنا للبابليّ أدر ... سلافة قولنا للمزيديّ هب
وقول الشابّ الظريف محمّد بن العفيف من قصيدة يمدح بها ابن عبد الظاهر، مطلعها:
أرح يمينك ممّا أنت معتقل ... أمضي الأسنّة ما فولاذه الكحل
يا من ترينا المنايا واسمها نظر ... من السيوف المواضي واسمها مقل
ما بال الحاظك المرضى تحاربني ... كأنّما كلُّ لحظ فارسٌ يطل
من دونها كثب من دونها حرس ... من دونها قضب من دونها أسل
ومعشر لم تزل في الحرب تنظرهم ... حمر الخدود وما من شأنها الخجل
يثني حديث الوغى أعطافهم طرباً ... كأنَّ ذكر المنايا بينهم غزل
من كلّ ذي طرّة سوداء يلبسها ... وشيبها من غبار الحرب منتصل
ضائت بحسنهم تلك الخيام كما ... ضائت بوجه ابن عبد الظاهر الدول
وقول البهاء زهير من قصيدة يمدح بها الأمير نصيرالدين الملطي، مطلعها:
بها خفرٌ يوم اللقاء خفيرها ... فما بالها ضنّت بما لا يضيرها
أعادتها أن لا يعاد مريضها ... وسيرتها أن لا يفك أسيرها
يقول فيها:
فها أنذا كالطيف فيها صبابة ... لعلّي إذا نامت بليل أزورها
من الغيد لم توقد مع الليل نارها ... ولكنّها بين الظلوع سعيرها
تقاضى غريم الشوق منّي صبابة ... مروعة لم يبق إلاّ يسيرها
وإنّ الّذي أبقته منّي يد الهوى ... فداء نصير يوم وافى نصيرها
ومنها قول شيخ شيوخ حماة من قصيدة داليّة يمدح بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
ويلاه من نومي المشرّد ... وآه من شملي المبدّد
ولم يزل يدير على خصور هذه الألفاظ الرقيقة، وشاحات معاينة البديعة، إلى أن قال:
ألبسني نشوة بطرف ... سكرتُ من خمره فعربد
غصن نقاً حلَّ عقد صبري ... بلين خصر يكاد يعقد
فمن رأى ذلك الوشاح ال ... صائم صلّى على محمّد
ومن التخلّصات البديعيّة قول القاضي الفاضل من قصيدة يمدح بها بعض الخلفاء المهديين، مطلعها:

نام کتاب : العقد المفصل نویسنده : الحلي، حيدر    جلد : 1  صفحه : 90
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست