responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد المفصل نویسنده : الحلي، حيدر    جلد : 1  صفحه : 89
جوادٌ له في كلّ أُفق غمامة ... وفي كلّ أرض للندى مشرع عذب
إذا عدَّ كعب في السماح أبت له ... يمينٌ لها في كلّ أنملة كعب
وهي طويلة وكلّ أبياتها فرائد غرر.
وقال أبو محمّد الخازن من جملة قصيدة أوّلها:
بين المجرَّة والثريّا موقفي ... فتأمّلي ثمّ اعذري أو عنّفي
هو موقفٌ خفرته أطراف القنا ... وحمته أشفار الحسام المرهف
واصطفت الأُمراء حول سريره ... مثل الأهلّة والنجوم الوقّف
وتلألأت شرفاته عن طلعة ... يرتدّ عنا الطرف إن لم يخطف
ما قيل إجلالاً وتعظيماً له ... كالبدر أو كالشمس أو كالمكتفي
نظمت ملوك بني بويه لتاجه ... خرزات ملكهم الأغرّ الأشرف
وبنوا له صعداء مجد طنّبت ... بشبا المهنّد والسنان المرهف
رمقت جبابرة الملوك يفاعها ... بنواظر من خوفه لم تطرف
من كلّ وضّاح الجبين متوّج ... علق بلثم بساطه متشرّف
غصّت بهم عرصاته فكأنّما ... غصّت بهم عرصات يوم الموقف
منها في خطاب محبوبته وهو بالمعنى الذي أوردنا هذا الشعر لأجله، وذلك قوله:
يا هذه لو شمت برقك لم يكن ... هذا المقام محصّبي ومعرّفي
ولقد سبقت الدهر فيه منشدا ... وكذا الجواد ببذّ شأو المقرف
لم تثن عبرتك التي غيّضتها ... عزمي ولا نغمات قولك لي قف
هيهات لم ينقض زماعي لؤلؤ ... أذراه نرجس طرفك المستعطف
مَنْ مبلغٌ سكني بنجد أنّني ... قد ضقت ذرعاً بالخليل المنصف
وبلوت أطواد الزمان فلم أجد ... إلاّ الحسام المنتضى خلاًّ يفي
عرضت لألثمها بخدٍّ ورده ... يصفرُّ أحمره إذا لم يقطف
فنبا مناط وشاحها عن مخطف ... طاو ومهوى قرطها عن نفنف
واستحجبت أترابها ثمّ انثنت ... ترنوا بطرف كالغزال الأهيف
ففرشنَ عرض طريقها بغدائر ... تناسب بين محلّق ومصفّف
ورمقنَ من حمر القباب بأعين ... رقعن خرق خصاصها المتكشّف
ونفرنَ من شيبي ولولا نوره ... لضللت في ظلم الشباب المسدف
شيبٌ يناسبه الربيع منوّراً ... بنهاره وبهاره المستظرف
لولا بياض النور لم تكن الربى ... وتلاعها إلاّ كقاع صفصف
كم منّة مشكورة ومبرَّة ... عند الحدائق للغمام الأوصف
لو لم يحلّ بصوبه عطل الربى ... ما اهتزَّ بين مديح ومفوّف
كم دوحة لفّآء بين حديقة ... غنّاء في ظلّ الغمام المغدف
إلى أن يقول:
وتلثّمت شمس النهار ببرقع ... من طرّتيه والسماء بمطرف
والأقحوان الغض يجلو مبسّما ... لولا مغازلة الحيا لم يرشف
حتّى انتهى إلى قوله:
في سدَّة للملك مدَّ رواقها ... علياء فخر الدولة العدل الوفي
ملكٌ حوى الدنيا ببأس عابس ... وتبسّم باد وتدبير خفي
فحمى قواصيها بعزم ثاقب ... ولوى نواصيها برأي محصف
ولقد أجاد أبو تمام وأحسن ما شاء بقوله في هذا المقام:
خذي عبرات عينك عن زماعي ... وصوفني ما أذلت من القناع
أقلّي قد أضاق بكاك ذرعي ... وما ضاقت بنازلة ذراعي
ءألفة النحيب كم افتراق ... أطلَّ فكان داعية اجتماع
توجّع إنْ رأت جسمي نحيفاً ... كأنَّ المجد يدرك بالصراع
فتى النكبات من يأوي إذا ما ... يطفن به إلى خلق وساع
حتّى قال:
يثير عجاجة في كلّ ثغر ... يهيم به عديّ ابن الرّقاع
(بمهديّ بن أصرم) عاد عوري ... إلي أيراقه وامتدَّ باعي
ثمّ نعود إلى ما كنّا في ذكره من التلخّصات البديعية: واعلم أنّ أكملها وأحسنها أن يكون الإنتقال في بيت واحد بحيث لا يفطن السامع إلاّ وهو يرى الشاعر قد انتقل ممّا ابتدأ به إلى ما قصده، وهذا أشبه شيء بالسحر، وما ورد من ذلك للمتقدّمين فقليل، فمن ذلك قول زهير بن أبي سلمى في هرم بن سنان:
وركب كأنَّ الريح تطلب عندهم ... لها ترة من جذبها بالعصائب
سروا يخبطون الليل وهي تلفّهم ... إلى شعث الأكوار من كلّ جانب
إذا أبصروا ناراً يقولون ليتها ... وقد خصرت أيديهم نار غالب
وقول ذي الرمّة:

نام کتاب : العقد المفصل نویسنده : الحلي، حيدر    جلد : 1  صفحه : 89
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست