responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد المفصل نویسنده : الحلي، حيدر    جلد : 1  صفحه : 88
واستنشق النكباء وهي لواقح ... واستوطىء الرمضاء وهي ثغور
وللموت في عين الجبان تلوّنٌ ... وللذعر في سمع الجريّ صرير
لبان لها أنّي من الضيم جازع ... وأنّي على مضّ الخطوب صبور
ولو أبصرتني والسري جلُّ عزمتي ... وجرسي لجنيّ الفلات سمير
وأعتسف الموماة في غسق الدجى ... وللأسد في غيل الغياض زئير
وقد حوّمت زهر النجوم كأنّها ... كواعب في خضر الحدائق حور
ودارت نجوم القطب حتّى كأنّها ... كؤسٌ خوال ما لهنَّ مدير
وقد خيّلت طرق المجرّة أنّها ... على مفرق الليل البهيم قتير
وثاقب عزمي والظلام مروَّع ... وغضي وأجفان النجوم فتور
لقد أيقنت أنّ المنى طوع همّتي ... وأنّي بعطف العامري جدير
وروي أنّ أبا نؤاس لمّا قدم على الخصيب صادف في مجلسه جماعة من الشعراء ينشدونه مدائح لهم فيه، فلمّا فرغوا قال الخصيب: ألا تنشدنا أبا عليّ؟ قال: أنشدك أيّها الأمير قصيدة هي بمنزلة عصا موسى تلقف ما يؤفكون، فأنشده قوله:
أجارة بيتينا أبوك غيور ... وميسور ما يرجى لديك عسير
إلى آخر القصيدة وهي هذه التي تقدّمت، فاهتزّ لها وأمر له بجائزة.
وأقول: إنّ ما ابتدأ به أبو نؤاس وأحمد بن درّاج وافتتحا به قصيدتيهما وتنقّلا فيهما بتلك المعاني اللطيفة والمقاصد الظريفة من أبلغ تلطّفات الشعراء في التوصّل إلى استعطاف الملوك والأُمراء. وممّن تلطّف في التوصّل لاستعطاف ممدوحه في خطاب زوجته أبو سعيد الرستمي في مدح الصاحب بن عبّاد، وأحببت إيراد ذلك لما فيه من اللطف والظرافة وإن لم يكن ممّا نحن فيه، قال:
أمنجزتي وعدي فقد رحل الركب ... ولم تتأنَّ العيس أم تقف الصحب
خليلَيَّ لا تستنكرا طول عتبها ... عَلَيَّ فإنّ الحبّ أكثره عتب
بنفسي بيضاء العوارض أعرضت ... بوجه كان الشرق من حسنه غرب
وبين الإزار المرتوي حقتُ رملة ... وبين الوشاح الملتوي غصنٌ رطب
وتحت لثام الخزّ أنفاسها لظىً ... وفوق رداء الكبر أدمعها سكب
تبدّت مع الأتراب تدعو على النوى ... وإن لم يكن في الغانيات لها ترب
تسيل على الخدّ الأسيل دموعها ... وصبٌّ دموع العين يروى به الصبّ
وقد وكلت إحدى يديها بقلبها ... مخافة أن يرفضَّ من صدرها القلب
فلمّا أجزنَ الجسر قمن ورائه ... كسرب من الغزلان ليس لها سرب
وعضّت بدرّ الثغر فضّة معصم ... يكاد يثنيه من الذهب القلب
وكادت تحطّ الرحل لولا عزيمتي ... وجيهية قب ومهريّة نجب
وقائلة أذرت مع الكحل دمعها ... إلى أيّ أرض ترحل العيس ظاعناً
وخلفك أفراخٌ بها ظمأ زغب
تقِ الله فينا لا تزدنا صبابةً ... ببعد فما نلقاه من كثب حسب
فقلت ثقي بالله يا أُمَّ معمر ... فبعض الصدى ريٌّوبعض النوى قرب
إذا ماانخت العيس بالريّ سالماً ... فمشرعنا عذب ومرتعنا خصب
دعيني وطيي نحوها البيد بالسرى ... يقع طائرانا حيث يلتقط الحَبّ
ألم تعلمي أنّ الحيا من جنابها ... تصوب عزاليه علينا فينصب
فقالت وجالت في نواحي ردائها ... دموعٌ لها في كلّ ناحية غرب
فتى رستم لا تذكر البين باسمه ... فديناك إنّ البين أيسره صعب
إلى أن يقول فيها ويعرض بذكر أولاده وأُمّه ويخاطب ممدوحه:
إذا سار مشتاقٌ إليك فإنّني ... برأسي أخطو بل على هامتي أحبو
وما عاقني إلاّ بنون كأنّهم ... فراخ الدَّبي في الجو حدثان مادبوا
وقائلة من بعد سبعين حجّة ... شفيعي إليك الضعف والسنُّ والرب
أتترك أُمّاً هامت اليوم أو غداً ... يضيق بها من بعدك البلد الرحب
منها:
سأثني بما أوليتني من صنيعة ... عليك كما يثني على المطر العشب
وأدررت لي أضعاف ما قد مريته ... بشعري من نعماك فامتلأ القعب
وعاد إنائي من نوالك فيهقا ... يبل الثرى رشحاً وماانقطع الشخب
وأسكر أشعاري نداك فرنحت ... بشكرك في الدنيا كما رنح الشرب
ومنها:
وعمَّ جهات الأرض فيض نواله ... فلم يخل واد من نداه ولا شعب

نام کتاب : العقد المفصل نویسنده : الحلي، حيدر    جلد : 1  صفحه : 88
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست