responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد المفصل نویسنده : الحلي، حيدر    جلد : 1  صفحه : 125
وفات جميع السابقين إلى العلى ... ترقّى النهى قبل الفطام به إلى
نهاية إدراك الفطام إلى الرشد
تجمّع شمل الزهد لمّا تشتّتا ... وعاش التقى من بعد ما كان ميّتا
بذي نسك ما زال لله مخبتا ... ومعتصم ممّا يشان به الفتى
بعفّة نفس تربه وهو في المهد
فلا غرو لو عمّت نوافله الملا ... وطبقن ظهر الأرض سهلاً وأجبلا
وفاق الورى فخراً ومجداً مؤثّلا ... فذا واحد الدنيا انطوى برده على
جميع بني الدنيا فبورك من برد
عظيم محلّ كان للفضل جوهرا ... له رتبة طالت على الشمّ مفخرا
وكيف تضلّ النّاس عن ماجد ترى ... على شرفات المجد مغناه والورى
بحصبائه لا بالكواكب تستهدي
إذا هو بالإيحاش بدّل أنسه ... تبيت صروف الدهر تنكر مسّه
همام عليه يحسد الغد أمسه ... تراه ولو قد كان يخفض نفسه
لآمله عطفاً ويبسم للوفد
رفيعاً بحيث النجم لم يك ممسكاً ... بأذياله والفكر لم يك مسلكا
وتلفيه في القنادي ولست مشكّكا ... ثبيراً على جنب الوثير قد اتّكى
ودون لقاه هيبة الأسد الورد
عليم له نفس عن الله لم تمل ... ومن ذكر ما لم يرضه لم يزل وجل
ومنه وعنه العلم بين الورى نقل ... لقد ضاق صدر الدهر في بعض بثّه
العلوم وما يخفيه أضعاف ما يبدي
وعمياء سدّت عن ذوي الرشد سبلها ... تساوى بها علم الأنام وجهلها
جلاها فتى تدري العلوم وأهلها ... إذا انعقدت عوصاء أشكل حلّها
فليس لها إلاه للحلّ والعقد
وغامضة فهم الورى دونها انقطع ... وليس لهم في حلّ معقودها طمع
إذا اعوصت في كشف غامضها صدع ... فيوضحها بعد الغموض ولم يدع
لمعترض باباً بها غير منسد
ومن كلّ طخياء جلا كلّ غبرة ... بإيضاح قول من لسان كزبرة
ولم يك إلاّ مجدة فكرة ... رشيد بعين الحزم أوّل نظرة
يرى ما به ضلّت عقول ذوي الرشد
تردُّ أمور النّاس في كلّ مشكل ... إلى قلب إن أشكل الرأي حوّل
ومن كلّ أمر فاتح كلّ مقفل ... يسدّد سهم الرأي في كلّ مشكل
إذا طاشت الآراء فيه عن القصد
فتىً معه المعروف يرحل إن رحل ... وتنزل آمال الورى حيث ما نزل
ببرد التقى فوق العفاف قد اشتمل ... ترى نفسه من جها الله لم تزل
بطاعته لله في غاية الجهد
حليف التقى ماانفكّ الله شاكرا ... وللنوم من حبّ العبادة هاجرا
وفي ورده ما زال لليل عامرا ... يقوم إلى ما كان ندباً مبادرا
مبادرة الهيم العطاش إلى الورد
إذا لم يفض يوماً على الدهر عفوه ... أتاه منيباً يقبض الخوف خطوه
ونادى بصوة لى يرفع نحوه ... فيا سابقاً لا يدرك العقل شاوه
ولا تهتدي الأوهام منه إلى قصد
ألا إسق رياضي إنّها اصفرَّ زهرها ... وضوء لياليَّ التي حلن غرّها
أنر وجه أيّامي التي اسودّ فجرها ... فشمس سما العلياء أنت وبدرها
أخوك ربيع الخلق في الزمن الصلد
ونفسكما من كلّ إثم تقدّست ... وداركما قدماً على الجود أسّست
وجودكما بالنور منه الربا أكست ... وحلمكما منه الجبال لقد رست
وبطبع من عزميكما الصارم الهندي
وإنّكما عقدان للفضل حلّيا ... وبدران في أُفق المعالي تجلّيا
وصقران في جوّ المكارم جلّيا ... وغيثا عطاء أنتما يفضح الحيا
فيعول إعلاناً من الغيظ بالرعد
كرامٌ على كلّ الأنام لهم يد ... وبيت علاهم في الزمان مشيد
وليس عليهم زاد في الفضل سيّد ... لئن زاد في معنىً طريف محمّد
عليهم فذا فرع لمجدهم التلد
وإن هم ببطن الأرض من قبل أضمروا ... فإنّ لعلياهم معاليه مظهر
وطيُّ مساعيهم به عاد ينشر ... وإن درّجوا موتى بعلياه عمروا
بعمر لأقصى غاية الدهر ممتدّ
فمن جوهر العلياء كانوا فرنده ... وأوّل من أورى من الجود زنده
درى الحيّ فيهم والذي حلَّ لحده ... هم شرّعوا للجود في النّاس نجده
ولولاهم ما كان للجود من نجد

نام کتاب : العقد المفصل نویسنده : الحلي، حيدر    جلد : 1  صفحه : 125
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست