responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد المفصل نویسنده : الحلي، حيدر    جلد : 1  صفحه : 124
لشقَّ عمود الصبح من وجنة الخدّ
فأبصرت منها إذ سهت عنه غرَّةً ... محيّاً هو الشمس المنيرة غرّةً
ولاح لها خدّ هو النّور نضرةً ... قد اختلست منه عيوني نظرةً
أرتني لهيب النّار في جنّة الخلد
تحيّرتُ في بدر من الوجه زاهر ... يلوح على غصن من القدّ ناظر
وأسياف لحظ في الجفون بواتر ... وفي وجنتيها حمرة شكَّ ناضري
أمن دم قلبي لونها أم من الورد
فبالشذر أيدي الحسن طرّزن صدرها ... وبالنجم لا بالدرّ وشّحن خصرها
لها مقلة هاروت ينفث سحرها ... وفي نحرها عقد توهّمت ثغرها
لئالؤه نظمن من ذلك العقد
بنفسي خمصاء الوشاح من الدمى ... سقتني حميا الراح صرفا من اللما
فأمسيت في وصف المدام متيّما ... وما كنت أدري ما المدام وإنّما
عرفت مذاق الراح من ريقها الشهد
وقبل ارتشاف الثغر ما لذّة الهنا ... وقبل سنا الخدّين ما لامع السنا
وقبل رنين الحلي ما رنّة الغنا ... وقبل اهتزاز القد ما هزّة القنا
وقبل حسام اللحظ ما الصارم الهند
لها كلُّ يوم عطفة ثمّ نبوة ... وما علقت عنها بقلبي سلوة
ومن بعدها زادت بقلبي صبوة ... ومن قربها مالت بقلبي نشوة
صحوت بها يا ميّ من سكرة البعد
ولا عجب إن يشف في عطف قلبها ... سقام جفاها يوم بتّ بجنبها
هي الداء طوراً والشفاء لصبّها ... وإن زال سكر البعد من سكر قربها
فلا طبَّ حتّى يدفع الضدُّ بالضد
فمذ كنت ذرّاً قد تعلّقت زينبا ... وفي عالم الأصلاب زدت تعذّبا
وكنت بها في ظلمة الرحم مطربا ... تعشّقتها طفلاً وكهلاً وأشيبا
وهما عرته رعشة الرأس والقد
أغار عليها إن يمرَّ بشعبها ... نسيم الصبا أو يكتسي طيب تربها
وأدري بحبّي كيف بات بقلبها ... ولم تدر ليلى أنّني كلف بها
وقلبي من نار الصبابة في وقد
وأخفيت عن نفسي هوىً سقمه شكت ... ولم تدر أحشائي بمن نارها ذكت
وكفّي لأسناني لمنْ أسفاً نكت ... وما علمت من كتم حبّي لمن بكت
جفوني ولا قلبي لمن ذاب في الوجد
إذا ما تذاكرنا الهوى بتشبّب ... أتيت بتشبيب عن الشوق معرب
وموهت في ضرب من اللحن مطرب ... فأذكر سعدي والغرام بزينب
وأدفع في هند ومية عن دعد
وإن قلت إنّي واجد في جاذر ... فوجدي بريّا لا بوحش نوافر
وإن قلت أروى فالمنى أُمّ عامر ... وإن قلت شوقي باللوى فبحاجر
أو المنحني فاعلم حننت على نجد
فيحسب طرفي في هوى تلك قد قذي ... وإنّ بهاتيك العذارى تلذّ ذي
وفي ذكر أوطان لها القلب يغتذي ... وما ولعت نفسي بشيء من الذي
ذكرتُ ولكن تعلم النفس ما قصدي
وأكرم أرباب الغرام الأولى خلوا ... أُناسٌ أسرّوا سرّه مذ به ابتلوا
وقالوا لقوم للإذاعة ما قلوا ... كذا من تصدّى للهوى فليكن ولو
تجرّع من أحبابه علقم الصدّ
فإنّ الفتى من يحكم الرأي فكره ... ويعجز أرباب البصيرة صبره
وذوالحزم من يخفي على النّاس أمره ... وليس الفتى ذوالحزم من راح سرّه
تناقله الأفواه للحرّ والعبد
إذا لم يصنه عن خليل وحسّد ... تحدّث فيه النّاس في كلّ مشهد
وغنّت به الركبان في كلّ فدفد ... فيسري إلى القاصي كما بمحمّد
سرت بنت فكري بالثناء وبالحمد
لقد جمدت دون القريض القرائح ... وماتت بموت الماجدين المدائح
فما لرتاج النظم الآي فاتح ... وما للثناء إلاّ محمّد صالح
لقد ضلَّ مهديه لغير أبي المهد
يظهور العلى في مثله ما استقلّت ... له رتبة عنها الكواكب حطّت
فتىً إن يرم إدراكه العقل يبهت ... همامٌ إلى علياه حدّة فكرتي
بعثت فلم تبصر لعلياه من حد
له خلق ما شاب سلساله القذا ... ولا هو في غير الفخار تلذّذا
وغى رالعلى منذ الولادة ما اغتذى ... تربّى بحجر المجد طفلاً وقبل ذا
براه إله العرش من عنصر المجد
فعلّم صوب الغيث أن يتهلّلا ... ووازن منه الحلم رضوى ويذبلا

نام کتاب : العقد المفصل نویسنده : الحلي، حيدر    جلد : 1  صفحه : 124
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست