responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد المفصل نویسنده : الحلي، حيدر    جلد : 1  صفحه : 126
فهل لسواها الزاخرات قد اعتزت ... وهل غيرها سحت إذا السحب اعوزت
لقد أحرزت بالوفر حمداً فبرزت ... ولو لم تحزبا لوفر حمداً لأحرزت
حسان سجاياها لها أوفر الحمد
إذا في الشتاء الشول غبراء روّحت ... ومصّ الثرى ماء الرياض فصوحت
فإنّهم فيها سيول تبطّحت ... أُناس يرى في الكرخ من فيه طوّحت
إليهم بنات الشدّ قميات من بعد
سنا نارهم قد صيروه نعوتهم ... لمسترشد الظلماء كي لا يفوتهم
ويبصر من وافى لكي يستبيتهم ... جدباً على دارالسلام بيوتهم
لكعبة جدواهم لمن أُمّها تهدي
لهم أوجه يستصبحون بها الملا ... كأنّ بدور التم منهنّ تجتلى
فلو قابلوا فيها دجى الليل لانجلى ... ولو وزنت فيهم شيوخ بني العلى
لما عدلوا طفلاً لهم كان في المهد
فطفلهم حذو المسنّ قد احتذى ... وعزّتهم أضحت لعين العدى قذى
وكلٌّ من الحسّاد فيها تعوّذا ... وكلاًّ إذا أبصرت منهم تقول ذا
محمّد فيه شارة الأبّ والجد
رفيع علىً لا يطلع الفكر نجده ... حليف تقىً لا يعلق الإثم برده
أخو الحزم ما حلّت يد الدهر عقده ... إذا انعقد النادي تراه وولده
لناديه عقداً وهو واسطة العقد
كأنَّ عقاباً فيه بين قشاعم ... وليث عرين فيه بين ضراغم
وصلّ صفاة فيه بين أراقم ... على أنّهم فيه نجوم مكارم
تحفُّ ببدر المجد في مطلع السعد
وجودهم في المحل من جود كفّه ... وإن شمخت آنافهم فبأنفه
وعرف علاهم فاح من طيب عرفه ... تضوع من أعطافهم ما بعطفه
لطائم فخر ينتسبن إلى المجد
أعزُّ بني الدنيا وأطيب عنصراً ... بهم عاد عود الفضل فينان شمّرا
وفيهم غدا صبح المكارم مسفرا ... سلالة مجد هم مصابيح للورى
بكلٍّ إذا استهدت فذاك هو المهد
ييبيت على حفظ العلى غير جاهد ... ويبذل فيها من طريف وتالد
وتبصر منه عين كلّ مشاهد ... فتىً قد رقى العليا بهمّة ماجد
له أحرزت شأو العلى وهو في المهد
ومنّي ساعة الميلاد في حبّها صبا ... وكانت له أُمّاً وكان لها أبا
فإن تعتجب من ذا تجد منه أعجبا ... إذا ما ترآئى محتب شكّ في الحبا
على رجل معقودة أو على أحد
فإن قلت هذا مرهفاً كان أرهفا ... وأخلاقه هنّ الصبا كنّ ألطفا
وإن قلت ذا ماء السما لست منصفا ... لعمرك ما ماء السماء وإن صفا
بأطيب ممّا منه قد ضمّ في البرد
أولي الحمد في غالي الثناء شغفتموا ... وإن عنه في معروفكم قد غنيتمو
تهشّون شوقاً إن دعا من دعوتموا ... بني المجد من أبكار فكري خطبتم
فتاة عن الخطّاب تجنح للصد
بدايع أفكار لها الصيد أذعنت ... وفي حجب الأبصار عنهم تحصّنت
لها مارنت يوماً ولا لهم رنت ... ولكن رأتكم كفوها فتزيّنت
لكم وأتت تختال في حلل الحمد
فلو شامها الأعشى تحير وامتحن ... وإنّ زهيراً لو رآها بها افتتن
وأنّى لحسّان كمنظومها الحسن ... لها من بديع القول نظم إذا جرى الن
نوابغ من مضمار إعجازه تكدي
فينظم من ألفاظه الدرّ مقولي ... وفي النظم يبديه كعقد مفصّل
بديع معان إنْ فيه ينقل ... إذا ما تلوه في العراق بمحفل
سرت فيه أفواه الرواة إلى نجد
فكم قد تبدّت منه للنّاس درّةٌ ... وكم قد تجلّت منه لشمس ضرّةٌ
ومبصره قد قال هل هو زهرةٌ ... وسامعه قد شكّ هل فيه خمرةٌ
أو إنّ بنظم الشعر ضرب من الشهد
أرمّ لدى إنشاده المفصح اللسن ... وطاش حجى الفهّامة الحاذق الفطن
فما أنا في إنشائه قطّ مفتتن ... ولست بإطرائي له مزده وإن
غدا طرفة بن العبد من حسنه عبدي
ولا أنا من يعلي القريض محلّه ... ولا من يزيد النظم والنثر فضله
حويت بقومي المجد والفضل كلّه ... وما في نظام الشعر حمدٌ لمن له
سنامٌ على ينمي إلى شيبة الحمد
وقال عمّنا المذكور في مدح محمّد الصالح أيضاً وقد حلّ يناديه في بغداد ورأى ما فيه من أُبّهة العظمة:

نام کتاب : العقد المفصل نویسنده : الحلي، حيدر    جلد : 1  صفحه : 126
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست