responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الزهرة نویسنده : ابن داود الظاهري    جلد : 1  صفحه : 96
أفلا ترى إلى تقارب ما بين هذين التَّأويلين الرَّاعي لأنه كان مفارقاً لأحبابه وجرى العقاب بالأعقاب من الدَّار ورجوع الحال إلى ما يهوى لضعف المخاوف من المفارق وقوَّة الآمال وهذا لأنه كان مقيماً مع أحبَّته وجرى العقاب بالعقوبة من صاحبته فهذا كلُّه شاهدٌ لما قد ذكرناه.
وقال جحدر الفقعسي:
تغنَّى الطَّائرانِ ببينِ سُعدى ... علَى غُصْنينِ من غربٍ وبانِ
فقلتُ لصاحبيَّ وكنتُ أحرى ... بزجرِ الطَّيرِ ماذا تُخبرانِ
فقالا الدَّارُ جامعةٌ بسُعدى ... فقلتُ بَلَ انْتُما مُتمنِّيانِ
وكانَ البانُ أنْ بانتْ سُليمى ... وفي الغربِ اغترابٌ غيرُ داني
إذا جاوزتُما سُعفاتِ حجْرٍ ... وأكنافَ اليمامةِ فانعياني
وقال آخر:
رأيتُ غُراباً واقعاً فوقَ بانةٍ ... يُشرشرُ أعلى ريشهِ ويُطائرُهْ
فقلتُ لوَ انِّي لو أشارَ زجرتهُ ... بنفسيَ للنَّهديِّ هلْ أنتَ زاجرُهْ
فقالَ غُرابٌ باغترابٍ من النَّوى ... وفي البانِ بينٌ من حبيبٍ تُجاورُهْ
فما أعْيفَ النَّهديَّ لا درَّ درُّهُ ... وأزجرَهُ للطَّيرِ لا عزَّ ناصرهْ
وقال عروة بن حزام:
ألا يا غُرابيْ دمنةِ الدَّارِ بيِّنا ... أبالصَّرمِ من عفراءَ تنتحبانِ
فإنْ كانَ حقّاً ما تقولانِ فانهضا ... بلحمي إلى وكْرَيكما فكُلاني
ولا يدرينَّ النَّاسُ ما كانَ ميتتي ... ولا يأكُلنَّ الطَّيرُ ما تذرانِ
فعفراءُ أصفى النَّاسِ عندي مودَّةً ... وعفراءُ عنِّي المُعرضُ المُتواني
وقال قيس بن ذريح:
ألا يا غرابَ البينِ قد طرتَ بالذي ... أُحاذرُ من لُبنى فهل أنتَ واقعُ
أتبكي علَى لُبنى وأنتَ تركتَها ... فقد ذهبتْ لُبنى فما أنتَ صانع
وطارَ غرابُ البينِ وانشقَّتِ العصا ... بلُبنى كما شقَّ الأديمَ الصَّوانعُ
وقال آخر:
ألا يا غرابَيْ دارِ أسماءَ بشِّرا ... بخيرٍ وطيرا بعدنا اليومَ أوقَعا
فقدْ كنتُما واللهِ حينَ نعبْتُما ... كداعٍ دعا بالبينِ عُدوى فأسمعا
ولا وجْدَ إلاَّ دونَ وجدٍ وجدْتُهُ ... غدا إذْ وجدنا عرصةَ الدَّارِ بلقعا
وقال آخر:
جرى نازحٌ من آلِ زينبَ عُدوةً ... أمامَ المطايا أعورُ العينِ أعصبُ
وأسحمُ شحَّاجٌ علَى غصنِ بانةٍ ... مُقدَّدُ أطرافِ الجناحيْنِ بنعبُ
فلا طارَ إلاَّ في النواهضِ بعدها ... غُرابٌ وباتَ الطَّيرُ في الحبلِ يضربُ
وقال الضحاك الخفاجي:
ألا يزجرُ الأُلاَّفُ والنَّاشطُ الفردا ... بلى باللِّوى بُعداً لهُ إذْ جرى بُعدا
جرى بانحلال الشَّوقِ في داخلِ الحشا ... ومُستعجمٍ لا يستطيعُ لهُ ردَّا
وقال ثوابة بن زيات الأسدي:
ألا يا غُرابَيْ بينِ ظمياءَ طالما ... تعرَّضتُما لي تنزعانِ شجاكُما
فيا لكما من طائرَيْنِ شجيتُما ... بشحطِ النَّوى حتَّى يطولَ جواكُما
وقال عدي بن زيد:
دعا صُرَدٌ يوماً علَى عودِ شوْحطٍ ... وصاحَ بذاتِ البينِ منها غُرابُها
فقلتُ أتصْريداً وشحطاً وغرْبةً ... وبيناً فهذا بينُها واغترابُها
وقال قيس بن ذريح:
ألا يا غُرابَ البينِ لونكَ شاحبٌ ... وأنتَ بلوْعاتِ الفراقِ جديرُ
فإنْ كانَ حقّاً ما تقولُ فأصبحتْ ... همومُكَ شتَّى بثُّهنَّ كثيرُ
ودرتَ بأعْداءٍ حبيبُكَ فيهمِ ... كما قد تراني بالعدوِّ أدورُ
وقال جميل بن معمر:
ألا يا غرابَ البينِ فيمَ تصيحُ ... فصوتُكَ مشْنيٌّ إليِّ قبيحُ
وكلُّ غداةٍ لا أبا لكَ تنتحي ... إليَّ فتلقاني وأنتَ مُشيحُ
تحدِّثني أنْ لستُ لاقيَ نعمةٍ ... بعُدتَ ولا أمسى لديكَ نصيحُ
فإنْ لم تهجني ذاتَ يومٍ فإنَّهُ ... سيكفيكَ ورقاءُ السَّراةِ صدوحُ
وقال أبو ذؤيب الهذلي:
أبالصَّرمِ من أسماءَ خبَّركَ الَّذي ... جرى بيننا يومَ استقلَّتْ ركابُها
زجرتُ لها طيرَ الشِّمالِ فإنْ تصبْ ... هواكَ الَّذي تهوى يصبكَ اجتنابُها
عصاني إليها القلبُ أنِّي لأمرهِ ... سميعٌ فما أدري أرُشدٌ طلابُها

نام کتاب : الزهرة نویسنده : ابن داود الظاهري    جلد : 1  صفحه : 96
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست