أبوك حبابٌ سارق الضيف بُرده ... وجدّي يا حجاج فارس شمّرا
بنو الصالحين الصالحون ومن يكنْ ... بأباء سوءٍ تلقهم حيثُ سيَّرا
فإن تغضبوا من قسمة الله حظكم ... فلله إذْ لم يُرضكم كان أبصرا
وقال الخزرجي:
أيزيد أنك لم تزل بمذلةٍ ... حتَّى لففتَ أباك في الأكفانِ
فاشكرْ بلاء الموت عندك إنَّه ... أودى بلؤم الحيّ في شيبانِ
وقال أبو نواس:
الحمدُ لله هذا أعجبُ العجبِ ... الهيثمُ بن عَديٍّ صار في العربِ
إذا نسبتَ عديّاً في نبي ثُكلٍ ... فقدمْ الدال قبل العين في النسبِ
وقال آخر:
نطقت بنو أسد ولم تتطهَّر ... وتكلمتْ سرّاً ولمّا تجهرِ
وابن الحُبابِ صليبة زعموا هُمُ ... ومن المحال صليبةُ من أشقرِ
وقال آخر:
أيها المدّعي سُليماً سفاها ... لستَ منها ولا قلامةَ ظُفر
إنَّما أنت في سُليم كواوٍ ... ألحقتْ في الهجاء ظلماً بعمرو
وقال آخر:
لو أن موتى تميم كلهم نُشروا ... فأثبتوك لقيل الأمرُ مصنوعُ
إن الجديد إذا ما زيدَ في خَلق ... تبيّن النَّاس أن الثّوبَ مرقوعُ
وقال مَخْلَد الموصلي:
أنظرْ إليه وإلى حُمقهِ ... كيف تَطايا وهو منشورُ
ويلك من ألقاك في دعوةٍ ... قلبُك منها الدَّهرَ مذعورُ
لو ذُكرتْ طيُّ علَى فرسخٍ ... أظلمَ في ناظركَ النُّورُ
وقال بشر بن شبيب:
إذا ما بدا عمرو بدت منه خلقةٌ ... تدل علَى مكنونه حين يُقبل
بياضُ خراسانٍ ولُكنةُ فارس ... ورقَّةُ رومي وشعرٌ مفلفل
وقال مسلم:
أما الهجاء فدقّ عِرضك دونه ... والمدح فيك كما علمتَ جليلُ
فاذهبْ فأنت طليقُ عرضك أنَّه ... عرض عززت به وأنت ذليلُ
وقال محمد بن حماد:
أجارتنا بان الخليط فأبشري ... فما العيشُ إلاَّ أن يبين خليط
أعاتبه في عرضه ليصونَه ... ولا علم لي أن الأمير لقيط
وقال آخر:
لا خيرَ في صاعد فأذكره ... والخير يأتيك من يدي عُمَرِ
ليس له ما خلا اسمه نسبٌ ... كأنه آدمٌ أبو البشرِ
وقال علي بن الجهم:
بني ميتم هل تدرون ما الخبرُ ... وكيف يُستر أمر ليس ينسترُ
حاجيتكم من أبوكم يا بني عُصَبٍ ... شتَّى ولكنما للعاهر الحجرُ
قد كان شيخكم شيخاً له خطرٌ ... لكنَّ أُمكمُ في أمرها نظرُ
ولم تكنْ أمكم والله يحفظُها ... محجوبة دونها الأحراسُ والسُّترُ
كانت مغنية الفتيان إن شربوا ... وغير ممنوعة منهم إذا سَكِروا
وقال أبو الموق المديني:
لم يته قطُّ علَى النَّا ... س شريفٌ يا أبا سعد
فتهْ ما شئتَ إذْ أنت ... بلا أصل ولا جدِّ
وإذ حظكَ في النس ... بة بين الحُرّ والعَبْدِ
وإذ قاذفُك المفحشُ ... في أمنٍ من الحَدِّ
وقال البحتري:
لَردّدتُ العتابَ عليكَ حتَّى ... سئمتُ وآخرُ الودِّ العتابُ
وهان عليك سخطي حين تغدو ... بعرضٍ ليس تأكُلهُ الكلابُ
وهل يشفي السباب من ابن لؤمٍ ... دنيءٍ ليس يؤلمُه السّبابُ
وأنشدني محمد بن المرزبان لنفسه:
أيُّ نغلٍ لزينةٍ وزواني ... علقته يد الهجاء هجاني
كلّ من رام لي هجاء وقذفاً ... بكتابٍ يبديه أوْ بلسانِ
فاللواتي عليه حَرّمهُنَّ الله ... في سورة النِّساء زوانِ