responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الزهرة نویسنده : ابن داود الظاهري    جلد : 1  صفحه : 156
فتًى كانَ مكراماً لنفسٍ كريمةٍ ... مَهيباً لدنيا غيرَ مأمونة العذْرِ
وكانَ لأحداث المنايا ذخيرةً ... فليسَ لها من بعده اليوم من ذُخرِ
وقال الخريمي:
وما شابَ حتَّى شادَ للمجد بيتَهُ ... وحتَّى اكتسى ثوبي جمال وسُؤددِ
لذكراك أحلى في الفؤادِ وفي الحشا ... من الشّهد بالعذب الزُّلالِ المبرّدِ
علَى أن بين السّحر والنَّحر جمرةً ... مَتَى ما أهيّجها بذكراك توقدِ
فقدتك فقد الطّفل أُمّاً حفيَّةً ... علَى صَرَعٍ منه وحَدثان مولدِ
دعاها فلمَّا استجمعت من دُعائه ... أجالَ علَى ثدي لأُخرى مُجدّدِ
فأنكره فارتاعَ يلمسُ أُمَّهُ ... وباتَ له ليلَ السَّليم المُسهّدِ
وقال مطيع بن أياس:
أقولُ للموت حين نازله ... والموتُ مقدامَهُ علَى البهمِ
لو قد تَدَبَّرت ما صنعتَ به ... عضضتَ كفّاً عليه من ندمِ
فاذهبْ بما شئتَ إذْ ذهبت به ... ما بعدَ يحيى للرُّزء من ألمِ
وقال آخر:
أودى محمدٌ المؤمّلُ والَّذي ... شُلَّتْ بمصرعه يدُ المعروفِ
من بعد ما أفنَى المُنى بكمالِهِ ... وحوَى فضيلة فعل كلّ شريفِ
قَتَلتهُ عين العُجب نيط بها العَمَى ... والدَّهرُ يأتي كرّة بصروفِ
أمسَى يكبّدُ نفسه فكأنَّه ... قمرٌ تَغَشَّاه الدُّجَى بكسوفِ
ومشى البلى في جسمِهِ فكأنَّه ... ورد قطيفٌ مؤذن بحفوفِ
لو شئت لا شئت العزاءَ لنبّهتْ ... بالوجد عنِّي لوعتي ونُحوفي
بأبي أهنتَ عليَّ كلّ رزيَّةٍ ... وأطلتَ في كدرِ الحياة وقوفي
وقال آخر:
لهفي عليك للَهفة من خائفٍ ... كنت المجير لها وليس مُجيرُ
أما القبورُ فلا تزالُ أنيسةً ... بجوار قبرك والدِّيارُ قبورُ
جلَّتْ مصيبتُهُ فعمَّ مُصابُهُ ... والنَّاس كلهمُ به مأجورُ
والنَّاسُ مأتمهمْ عليه واحدٌ ... في كلِّ دارٍ رنَّةٌ وزفيرُ
تجري عليك دموعُ من لم تُولِهِ ... خيراً لأنَّك بالثَّناءِ جديرُ
ردَّتْ مكارمُهُ عليه حَياته ... وكأنَّه من نشرها منشورُ
وقد أخذ الطائي في هذا المعنى بلطف في قوله أنشدنا أحمد بن أبي طاهر عنه:
محمَّد بن حُميد أخلقت رِمَمُهْ ... هُريقَ ماء المعالي مذْ هُريقَ دمُهْ
رأيته بنجاد السَّيف محتبياً ... في اليومِ كالبدرِ حلَّت وجهَهُ ظُلمهْ
في روضة قد علا ساحاتها زهراً ... أيقنت بعد انتباهي أنَّها نِعمهْ
فقلتُ والدَّمعُ من حزنٍ ومن فرحٍ ... في النَّومِ قد أخذ الخدَّين مُنسجمُهْ
ألمْ تمتْ يا شقيق الجود مذْ زمنٍ ... فقالَ لي لم تمتْ مَنْ لم يمتْ كرمُهْ
وقال آخر:
مضَى فمضتْ عيني به كلُّ لذَّةٍ ... تقرُّ بها عيناي وانقطعا معا
دَفَعنا بك الأقدار حتَّى إذا أتتْ ... تُريدك لم نَسْطِعْ لها عنك مدفعا
وقال آخر:
غدا ناعيك يومَ غدا بخطْبٍ ... يبُثُّ الشَّيْبَ في رأسِ الوليدِ
وتقعُدُ قائماً يشجى حشاهُ ... ويطلق للقيامِ حَبَى القعودِ
وأضحت خُشَّعاً منه نزارٌ ... مُركّبة الرَّواجب في الخدودِ
وقال معن بن زائدة في يزيد بن عمرو بن هبيرة:
ألا إن عيناً لم تجُدْ يومَ واسطٍ ... عليك بما في دمعها لَجمودُ
لفقد أخٍ كانَ الإخاء إخاءهُ ... إذا عُدَّ أوْ خانَ الودود ودودُ
علَى ذكر قيس الخافقين وخندفٍ ... أغرَّ له الغُرُّ الكرام وفودُ
فلم أنسَهُ إذْ خندق الموت حولَهُ ... عليه من الحتفِ المُطلّ حدودُ
فقيل له اقذف بالحياةِ وانْجها ... وثاباً له طوع الفراق حدودُ
فقاتل حتَّى أعذر الحيّ منهمُ ... وقام له بالعُذر ثَمَّ شهودُ
وفلَّ الحسامُ العضبُ الأسمر الَّذي ... بناه وظلَّ الطّرف وهو تليدُ
كأنَّك لم تَبْعد علَى مُتعهد ... بلى كُلّ من تحت التُّراب فقيدُ
وقال آخر:
لعمرُك ما الرَّزيَّةُ فقدُ مالٍ ... ولا شاةٌ تموتُ ولا بعيرُ
ولكن الرَّزيَّة فقدُ ميتٍ ... يموت لموته بشر كثيرُ
وقال:

نام کتاب : الزهرة نویسنده : ابن داود الظاهري    جلد : 1  صفحه : 156
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست