responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الزهرة نویسنده : ابن داود الظاهري    جلد : 1  صفحه : 142
وكنتُ عاهدتهُ أيضاً فعاجلَهُ ... ريبُ المنونِ قريباً مُذْ سُنيَّاتِ
فاردعْ عنانكَ عمَّنْ ليسَ يخلبُها ... عنِ الوفاءِ خلاَبٌ بالتَّحيَّاتِ
ويروى عن الأصمعي أنه قال دخلت فإذا أنا بامرأة تنوح على قبر وهي مسفرة فلمَّا رأتني غطَّت وجهها ثمَّ كشفته فقالت:
لا صنتُ وجهاً كنتَ صائنهُ ... يوماً ووجهكَ في الثَّرى يبلَى
يا عِصمتي في النَّائباتِ ويا ... رُكني القويَّ ويا يدي اليُمنَى
وقال آخر:
وقائلةٍ لمَّا رأتْني مدلَّهاً ... أُناديكَ تاراتٍ وأبكيكَ تاراتِ
لقدْ كنتَ جلداً للرَّزيَّاتِ قبلَها ... فقلتُ لها ليستْ كإحدَى الرَّزيَّاتِ
أصابَ بكَ الدَّهرُ الرَّزيَّةَ واشتفَى ... بيومكَ مِنْ أيَّامِ لهوِي ولذَّاتي
وقالت ليلَى الأخيلية ترثي توبة بن الحمير:
وأقسمتُ أبكِي بعدَ توبةَ هالكاً ... وأحفلُ مَنْ دارتْ عليهِ الدَّوائرُ
لعمركَ ما بالموتِ عارٌ علَى الفتَى ... إذا لمْ تصبْهُ في الحياةِ المعايرُ
ولا الحيُّ ممَّا يحدثُ الدَّهرُ معتبٌ ... ولا الميتُ إنْ لمْ يصبرِ الحيُّ ناشرُ
وما أحدٌ حيّاً وإنْ كانَ ناجياً ... بأخلدَ ممَّنْ غيَّبتهُ المقابرُ
وكلُّ شبابٍ أوْ جديدٍ إلى بلًى ... وكلُّ امرئٍ يوماً إلى اللهِ صائرُ
وذكروا أنَّها دخلت على الحجاج بن يوسف يوماً فقال لها بلغني أنَّكِ مررتِ على قبر توبة فعدلت عنه فوالله ما وفيتِ له ولو كان مكانك ما عدل عن قبركِ فقلت أصلح الله الأمير إنَّ لي عذراً قال وما هو قالت إنِّي سمعته يقول:
ولو أنَّ ليلَى الأخيليَّةَ سلَّمتْ ... عليَّ وفوقي تربةٌ وصفائحُ
لسلَّمتُ تسليمَ البشاشةِ أوْ زَقَا ... إليها صدًى مِنْ جانبِ القبرِ صائحُ
وكان معي نسوة قد سمعن قوله فكرهت أن أمرَّ بهنَّ على قبره فلا يكون ما قال فأكون قد كذَّبته فاستحسن الحجَّاج ذلك منها وأمر بقضاء حوائجها.
وقال آخر:
دعوتكَ يا عليُّ فلمْ تجبْني ... فرُدَّتْ دعوَتي يأساً عليَّا
بموتكَ بانتِ اللَّذَّاتُ عنِّي ... وكانتْ حيَّةً إذ كنتَ حيَّا
فيا أسفِي عليكَ وطولَ شوقِي ... إليكَ لَوَ انَّ ذاكَ يردُّ شيَّا
وقال البحتري
سقَى اللهُ الجزيرةَ لا لشيءٍ ... سوَى أنْ يرتَوي ذاكَ القُليبُ
نصيبِي كانَ مِنْ دُنيايَ ولَّى ... فلا الدُّنيا تحسُّ ولا النَّصيبُ
تولَّى العيشُ إذ ولَّى التَّصابي ... وماتَ الحبُّ إذ ماتَ الحبيبُ
وقال أيضاً
بنا أنتِ مِنْ مجفوَّةٍ لمْ تعتَّبِ ... ومعذورةٍ في هجرها لمْ تؤنَّبِ
ونازحةٍ والدَّارُ منها قريبةٌ ... وما قربُ ثاوٍ في التُّرابِ مغيَّبُ
وقال جرير:
لولا الحياءُ لعادَني استعبارُ ... ولزُرتُ قبركِ والحبيبُ يُزارُ
كانتْ إذا هجرَ الضَّجيعُ فراشَها ... صِينَ الحديثُ وعفَّتِ الأسرارُ
لا يلبثُ القُرناءُ أنْ يتفرَّقوا ... ليلٌ يكرُّ عليهمِ ونهارُ
وقال أبو نواس:
طوَى الموتُ ما بينِي وبينَ محمَّدٍ ... وليسَ لِما تطوِي المنيَّة ناشرُ
لئنْ عمرتْ دورٌ بمنْ لا أُحبُّهُ ... لقدْ عمرتْ ممَّنْ حبُّ المقابرُ
وكنتُ عليهِ أحذرُ الموتَ وحدهُ ... فلمْ يبقَ لي شيءٌ عليهِ أُحاذرُ
وقال آخر:
كُتبَ السَّواد لناظري ... تبكي عليكَ وناظرُ
مَنْ شاءَ بعدكَ فليمُتْ ... فعليكَ كنتُ أُحاذرُ
وقال أشجع:
لئنْ أنا لمْ أُدركْ منَ الموتِ ثَارِيا ... ولمْ أشفِ قرحاً دامياً مِنْ فؤادِيا
لتختَرِ مَنِّي الحادثاتُ وحسرَتي ... بأحمدَ في سوداءِ قلبي كما هِيا
لقدْ أفسدَ الدُّنيا عليَّ فراقهُ ... وكدَّرَ منها كلَّ ما كانَ صافِيا
وأذكرُ ألاَّ نلتَقي فكأنَّما ... أُعالجُ أنفاسَ المنايا القواضِيا
ويمنعُني مِنْ لذَّةِ العيشِ أنَّني ... أراكَ إذا فارقتُ لهواً ترانِيا
وأنشدني أحمد بن طاهر قال: أنشدنا أبو تمام لنفسه:
هوَ الدَّهرُ لا يشوِي وهنَّ المصائبُ ... وأكثرُ آمالِ النُّفوسِ كواذبُ

نام کتاب : الزهرة نویسنده : ابن داود الظاهري    جلد : 1  صفحه : 142
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست