responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الزهرة نویسنده : ابن داود الظاهري    جلد : 1  صفحه : 136
ولا بدَّ مِنْ ميٍّ وقدْ حِيلَ دونَها ... فما أنتَ فيما بينَ هاتَينِ صانعُ
أمُستوجبٌ أجرَ الصَّبورِ فكاظمٌ ... علَى الوجدِ أمْ مُبدِي الضَّميرِ فجازعُ
وقال مجنون بني عامر:
فيا قلبُ متْ حزناً ولا تكُ جازعاً ... فإنَّ جزوعَ القومِ ليسَ بخالدِ
هويتَ فتاةً نيلُها الخلدُ فالتمسْ ... سبيلاً إلى ما لستَ يوماً بواجدِ
أحنُّ إلى نجدٍ وإنِّي ليائسٌ ... طوالَ اللَّيالي مِنْ قفولٍ إلى نجدِ
وإنَّكَ لا ليلَى ولا نجدَ فاعترفْ ... بهجرٍ إلى يومِ القيامةِ والوعدِ
وقال آخر:
خَلتْ عنْ ثرَى نجدٍ فما طابَ بعدَها ... ولوْ راجعتْ نجداً لطابَ إذنْ نجدُ
هو اليأسُ مِنْ ليلَى علَى أنَّ حبَّها ... مُقيمُ المراسِي لمْ يزل عندَنا بعدُ
وقال آخر:
ألا لا أُحبُّ السَّيرَ إلاَّ مُصعِّداً ... ولا البرقُ إلاَّ أنْ يلوحَ يمانِيا
علَى مثلِ ليلَى يقتلُ المرءُ نفسهُ ... وإنْ كنتُ عنْ ليلَى علَى النَّايِ طاوِيا
ولبعض أهل هذا العصر:
يقولُ أبَعْدَ اليأسِ تبكِي صبابةً ... فقلتُ وهلْ قبلَ الإياسِ بكاءُ
أبكي علَى مَن لستُ أرجُو ارتجاعهُ ... وأبكي علَى أنْ لا يكونَ رجاءُ
وقال آخر:
يقولُونَ عنْ ليلَى عَييتَ وإنَّما ... بيَ اليأسُ عنْ ليلَى وليسَ بيَ الصَّبرُ
فيا حبَّذا ليلَى إذِ الدَّهرُ صالحٌ ... وسَقياً لليلى بعدَما خبُثَ الدَّهرُ
وإنِّي لأهواها وإنِّي لآيسٌ ... هوًى وإياسٌ كيفَ ضمَّهما الصَّدرُ
وهذا من أحسن ما مرَّ ويمرُّ لأنه قد جمع لفظاً لطيفاً ومعنًى مليحاً هذا البائس قد علم أنَّ اليأس لا يكون معه هوًى لأحدٍ من النَّاس فأظهر التَّعجُّب منه لأنه خارج عن عادته ووجد في قلبه بقايا من الحزن لألم الفراق وليس هو هوًى قائمٌ ولكنَّه تأثير الاحتراق يزول حالاً بعد حالٍ إذ لم يدركه غليل الإشفاق ولم تحرّكه غلبات الاشتياق فظنَّ لشدَّة مضاضته أنَّ الهوى بعدُ مقيمٌ في قلبه.
وقال آخر:
نظرتُ وأصحابِي بنجدٍ غُديَّةً ... لأُبصرهمْ أمْ هلْ أرَى فيَّ مطمعا
بنظرةِ مشتاقٍ رأَى اليأسَ والهوَى ... جميعاً فعزَّى نفسهُ ثمَّ رجَّعا
شربتُ حراراتِ الفراقِ فلمْ أجدْ ... كمثلكِ مشروباً أمرَّ وأوجَعا
وقاسيتُ تفريقَ الجميعِ فلمْ يدعْ ... تفرُّقُ أُلاَّفي لعينيَّ مطعما
وأنشدني أحمد بن يحيى عن زيد بن بكَّار لرجل من بني أسد:
وكنتَ إذا اشتفيتَ بريحِ نجدٍ ... وماءِ البيرِ مِنْ غللٍ شفاها
فلمَّا أنْ رأيتَ بها أُموراً ... تقادمَ وهلُها وبدَا ثَآها
عرجتَ علَى المنازلِ غيرَ بُغضٍ ... وأسمحَ علوُ نفسكَ عنْ هواهَا
وساقتكَ المقادرُ واللَّيالي ... إلى أنْ لا تَراكَ ولا تَراها
ولبعض أهل هذا العصر:
أمنتُ عليكَ الدَّهرَ والدَّهرُ غادرُ ... وسكَّنتُ قلبي عنكَ والقلبُ نافرُ
وما ذاكَ عنْ إلفٍ تخيَّرتُ وصلهُ ... عليكَ ولا أنِّي بعهدكَ غادرُ
ولكنَّ صرفَ الدَّهرِ قدْ عجَّلَ الرَّدى ... وأيأسَني منْ أنْ تدورَ الدَّوائرُ
فلستُ أُرجِّيهِ ولستُ أخافهُ ... وهلْ يرتَجي ذو اللُّبِّ ما لا يحاذرُ
إذا بلغَ المكروهُ بي غايةَ المدَى ... فأهونُ ما تجرِي إليهِ المقادرُ
تناسيتَ أيَّامَ الصَّفاءِ الَّتي مضتْ ... لديكَ علَى أنِّي لها الدَّهرَ ذاكرُ
أُثبِّتُ قلبي عنكَ والوّدُّ ثابتٌ ... وهل تصبرُ الأحشاءُ والحزنُ صابرُ
إلى اللهِ أشكُو لا إليكَ فإنَّهُ ... علَى ردِّ أيَّامِ الصَّفاءِ لقادرُ
وقال العتبي:
فيا ويحَ قلبٍ عذَّبَ العينَ بالبُكا ... علَى كلِّ شِفرٍ مِنْ مدامعِها غربُ
ويا ويحَ مشتاقٍ محَا اليأسُ ما رجَا ... لحُرقتهِ شرقٌ وليسَ لها غربُ
وقال ذو الرمة:
تحنُّ إلى ميٍّ كما حنَّ نازعٌ ... دعاهُ الهوَى فارتدَّ مِنْ قيدهِ قصرَا
ولا ميَّ إلاَّ أنْ تزورَ بمشرقٍ ... أوِ الزُّرقِ مِنْ أطلالِها دِمناً قفرَا
وأنشدني أبو طاهر الدمشقي لبعض الأعراب:

نام کتاب : الزهرة نویسنده : ابن داود الظاهري    جلد : 1  صفحه : 136
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست