responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الزهرة نویسنده : ابن داود الظاهري    جلد : 1  صفحه : 131
فلا ترعَوْا لنا عهداً ... فما نرعَى لكمْ عهْدا
وأنشدنا أحمد بن أبي طاهر لإبراهيم بن العباس في نحو ذلك:
بقلبِي عنْ هوَى البيضِ انصرافُ ... ويُعجبُني منَ السُّمرِ انعطافُ
فإنْ أنصفنَ في ودِّي وإلاَّ ... فليسَ عليَّ مِنْ قلبي خلافُ
وقال جرير:
هوًى بتهامةٍ وهوًى بنجدٍ ... فقتَّلني التَّهائمُ والنُّجودِ
أخالدُ قد هويتُكِ بعدَ هندٍ ... فشيَّبني الخوالدُ والهنودُ
والأصل البين في ذلك قول عمر بن أبي ربيعة:
لقدْ جلبتكَ العينُ أوَّلَ نظرةٍ ... وأُعطيتَ منِّي يا ابنَ عمِّ قَبولا
فأصبحتَ همّاً للفؤادِ وحسرةً ... وظلاًّ منَ الدُّنيا عليَّ ظَليلا
ولغيره في مثله:
يا رامياً ليسَ يدرِي ما الَّذي فعَلا ... إحبسْ عليكَ فإنَّ السَّمَ قدْ قتلا
أصبتَ أسودَ قلبِي إذ رميتَ فلا ... شُلَّتْ يمينكَ لِمْ صيَّرتني مثلا
فأخلِقْ بمن يسقمهُ أوَّل داءٍ أنْ يشفيه أوَّل دواءٍ
الباب السابع والأربعون
مَنْ شابتْ ذوائبهُ جفاهُ حبائبهُ
بلغني عن بعض الأكاسرة أنه قال كنت أظن أني إذا شبت زهدت في النساء فلم أزل مغموماً بذلك ولم أدر أنِّي إذا شبت كنت أنا فيهنَّ اشدّ زهداً ولعمري إن من قرب من آخر عمره لجدير أن يصرف همَّته إلى ما يعيد عليه نفعاً في آخرته ويتشاغل بأحكام الدَّار الَّتي يصير إليها عن أسباب الدَّار الَّتي ينتقل عنها فإن لم يقع ذلك له اختياراً وقع أكثره به اضطراراً.
أنشدنا أحمد بن يحيى النحوي:
قعدَ الشَّيبُ بي عنِ اللَّذاتِ ... ورَماني بجفوةِ الفتياتِ
فإذا رُمتُ سترهُ بخضابٍ ... فضَحتهُ طلائعُ النَّاصلاتِ
ما رأيتُ الخضابَ إلاَّ سراباً ... غرَّني لمعُهُ بأرضٍ فلاةِ
فإذا ما دَعا إلى الكأسِ داعٍ ... قلتُ مَا للكبيرِ والنَّشواتِ
لستُ بعدَ المشيبِ ألتذُّ بالعي ... شِ فدعْني وغصَّةَ العبراتِ
إنَّ فقدَ الشَّبابِ أنزلَني بعْ ... دكَ دارَ الهمومِ والحسراتِ
ورمانِي بحادثِ الشَّيبِ دهرٌ ... قارَعَتني أيَّامهُ عنْ حياتِي
وقال آخر:
في كلّ يومٍ أرَى بيضاءَ قدْ طلعتْ ... كأنَّها أُنبتتْ في ناظرِ البصرِ
لئنْ حجبتُكِ بالمِقراضِ عنْ بصرِي ... لما حجبتكِ عنْ همِّي وعنْ فكرِي
وأنشدني البحتري لنفسه:
ثنتْ طرفَها دونَ المشيبِ ومَنْ يشبْ ... فكلُّ الغوانِي عنهُ مثنيَّةُ الطَّرفِ
وجُنَّ الهوَى فيها عشيَّةَ أعرضتْ ... بناظرَتَيْ ريمٍ وسالفَتي خشفِ
وأفلجَ برَّاقِ يروحُ رُضابهُ ... حَراماً علَى التَّقبيلِ بسلاً علَى الرَّشفِ
وقال علي بن العباس الرومي:
هيَ الأعينُ النّجلُ الَّتي أنتَ تشتكِي ... مواقعَها في القلبِ والرَّأسُ أسودُ
فما لكَ تأْسَى الآنَ لمَّا رأيتَها ... وقدْ جعلتْ مرمَى سواكَ تعمَّدُ
كذلكَ تلكَ النَّبلُ مَنْ قصدتَ لهُ ... ومَنْ نكَّبتْ عنهُ منَ القومِ مُقصدُ
وعزَّاكَ عنْ ليلِ الشَّبابِ معاشرٌ ... فقالُوا نهارُ الشَّيبِ أهدَى وأرشدُ
وكلُّ نهارِ المرءِ أهدَى لسعيهِ ... ولكنَّ ظلَّ اللَّيلِ أندَى وأبردُ
وفقدُ الشَّبابِ الموتُ يوجدُ طعمهُ ... صُراحاً وطعمُ الموتِ بالموتِ يُفقدُ
أرَى الدَّهرَ أجرَى ليلهُ ونهارهُ ... بعدلٍ فلا هذا ولا ذاكَ سرمدُ
وجارَ علَى ليلِ الشَّبابِ فضامَهُ ... نهارُ مشيبٍ سَرمدٍ ليسَ ينفدُ
وقال ابن حازم:
لا حينَ صبرٍ فخل الدمع ينهملُ ... فقدُ الشبابِ بيومِ المرء متصلُ
كفاك بالشيب ذنباً عند غانيةٍ ... وبالشبابِ شفيعاً أيها الرجلُ
لا تكذبن فما الدنيا بأجمعها ... من الشبابِ بيومٍ واحدٍ بدلُ
ربَّ عيشٍ لنا برامةَ رطبٍ ... وليالٍ فيها طوالٍ قصارِ
قبلَ أنْ يقبِلَ المشيبُ وتبدُو ... هفواتُ الشَّبابِ في إدبارِ
كلُّ عذرٍ مِنْ كلِّ ذنبٍ ولكنْ ... أُعوزَ العذرُ مِنْ بياضِ العذارِ
وقال جميل بن معمر:
تقولُ بثينةُ لمَّا رأتْ ... فنوناً منَ الشَّعرِ الأحمرِ

نام کتاب : الزهرة نویسنده : ابن داود الظاهري    جلد : 1  صفحه : 131
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست