responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البديع في وصف الربيع نویسنده : الحميري، أبو الوليد    جلد : 1  صفحه : 12
فلما أنشدته القاضي_أبقاه الله_سر سرور متشيع في غذي إنعامه، وربي أيامه، وأمرني باستحضار صاحب الشرطة أبي بكر بن القوطية، والأديبين أبي جعفر بن الأبار، وأبي بكر بن نصر وأمرهم عنه_لا زال ماضي الأمر_بالعمل في ذلك المعنى على العروض والقافية، فلم أقدم شيئا على استحضارهم، وإيراد ما أمرني به عليهم. فصنعوا في ذلك من ليلتهم أشعارا رائعة السمات، فائقة الصفات، فمن ذلك شعر أبي بكر بن القوطية وهو من أوله: [المجتث]
بشاطيء الواد نهر ... كسا الدرانك أرضه
خضرا وصفرا وحمرا ... وبعضها مبيضة
نمارق وزراب ... من النواوير غضه
فالورد وجنة خود ... بيضاء غراء بضه
كما البنفسج خد ... أبقى به الهشم عضه
والياسمين نجوم ... حازت من الحسن محضه
روض بديع متى ما ... تجل به الطرف ترضه
تقيد اللحظ حسنا ... فليس يستطيع نهضه
حكى سجايا ابن عبا ... د الكريم وعرضه
قاض على الحق ماض ... راض به لو أمضه
اسم ابتداء تعالى ... أن يحسن الدهر خفضه
أراد أنه رفيع القدر، لم تقدر على خفضه نوب الدهر، وهو معنى كالسحر. ومن شعر أبي جعفر بن الأبار، وهو من أوله:
لا ترض للحظ غضه ... والمح من النور غضه
خد الربيع تبدى ... فصل بلحظك عضه
شقائق شق قلبي ... رواؤها واقتضه
كأنما الأرض منها ... خريدة مفتضه
ونرجس متغاض ... كأنما الحزن مضه
يرنو بطرف كحيل ... كمن يحاول غمضه
وسوسن إن تشمه ... فكالوذائل بضه
أو ألسن الدر صيغت ... أو الطلى المبيضه
والأقحوان نجوم ... ليست ترى منقضه
كانت ختاما عليه ... منه كمائم غضه
فحاول الجو فضا ... بفضة الطل فضه
لم يضحك الروض إلا ... دموعه المرفضه
مازال يولى فيولي ... من كل ود محضه
حتى إذا الورد حيى ... وعارض المسك عرضه
أبدى غلائل حمرا ... إزارها منفضه
كأنما المزن جيش ... يحاول الأفق عرضه
ثم دخل إلى المدح من هنا دخولا مستحسنا فقال مخاطبا لممدوحه: [المجتث]
كأنما البرق فيه ... على اجتدائك حضه
كأنما الرعد قصفا ... بكم يهدد ومضه
كأنما الريح تبغي ... لبعض شأوك نهضه
كأنما البحر عاف ... إليك قد شد غرضه
ومد بالنهر كفا ... لكي تعجل قرضه
قوله: "ما زال يولى" أراد يتعاهد بالولي، وهو مطر الربيع. ويولي الثاني: هو المعروف يسدى إليه، وقوله: "عارض المسك عرضه"، العرض: الريح، يقال: فلان طيب العرض، ومنتن العرض أي الريح. والعرض أيضا: وادي اليمامة، وكل واد عرض. والعرض أيضا: ما ذم به الإنسان أو مدح. وقوله: "قد شد غرضه" الغرض: حزام الفرس ومنه الغرضة. ومن شعر أبي بكر بن نصر، وهو من أوله أيضا: [المجتث]
أما ترى الأرض خضرا ... ء بالأزاهر غضه
كأنها في ملاة ... من الزبرجد محضه
وفوق ذلك نور ... يعانق البعض بعضه
من نرجس ذي جفون ... دموعها مرفضه
مصفر لون كصب ... به غرام أمضه
لحظ لجين ولكن ... على صفا التبر عضه
والسوسن الغض نور ... حمى عن الذم عرضه
كأنه ضاحك عن ... عوارض مبيضه
مفلجات طوال ... تلبست بالفضه
وللنوائر عرض ... والورد أخر عرضه
غض وبض ولكن ... لم ينصف الدهر غضه
الآس أدوم برءا ... والورد أسرع مرضه
ومن المدح:
جاور نداه تصادف ... من طيب العيش خفضه
ما أضمر الكفر إلا ... من بات يضمر بغضه
وإن عصاه مناو ... فما يني أن يفضه
ولو تحصن منه ... برأس رضوى لرضه
ثم إن الوزير الكاتب أبا الأصبغ بن عبد العزيز عرف ذلك فصنع شعرا على هيئتها في المعنى والغرض، ومنه: [المجتث]
يا من تأمل روضا ... به النواوير غضه
وعاين الحسن منها ... قد زين البعض بعضه
فالأقحوان بياض ... كأنه سمط فضه
والنرجس الغض تبر ... في صفرة منه محضه
والورد ماء ونار ... سالا على وجه بضه

نام کتاب : البديع في وصف الربيع نویسنده : الحميري، أبو الوليد    جلد : 1  صفحه : 12
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست