responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البديع في وصف الربيع نویسنده : الحميري، أبو الوليد    جلد : 1  صفحه : 13
ضدان في صحن خد ... قد ألفا بعد بغضه
والنهر سبك لجين ... جرى فزين أرضه
ومن المدح:
قاض يكافح عنا ال ... عدا ويهجر غمضه
أسدى وأولى جميلا ... فأجمل الله قرضه]
أيامه الغر ماء ... صفا لمن رام خوضه
فالعمر فيها قصير ... والدهر فيها كغمضه
وهذا البيت غاية، ووصف نهاية، وإن كان معروفا في وصف الخدود فقلبه إلى وصف الورد مما أحسن فيه، وأغرب به. ولما أكمل أبو الأصبغ إنشاد هذا الشعر أمر القاضي_أعزه الله_والدي عبده الناصح له دأبه الحسن فيه ظاهره وغيبه بالجلوس بين يديه ثم أمل بديهة عليه: [المجتث]
أبلغ شقيقي عني ... مقالة لتمضه
بأن وصف الأقاحي ... ي [الذي وصفته لم آرضه
هلا وصفت الأقاحي] ... بأكؤس من فضه
قيعانها ملبسات ... صرف النضار ومحضه
أو لا فصفر اليواقي ... ت في خواتم فضه
أو النجوم تساقط ... ن في المها المبيضه
أو لا فجام مهاة ... بالخمر في كف بضه
قد باكرته وأبقت ... من فضلها فيه بعضه
قال أبو الوليد: سمعت أبي وأبا الأصبغ يقولان: والله ما أكمل الأبيات بتلك التشبيهات الرائقة، والصفات الرائعة إلا ونحن قد بهتنا من سرعة بديهته، وقدرة فكره على تهذيب قوافيها، وتهذيب معانيها في أسرع من لا في اللفظ، وأعجل من رجع اللحظ، والمعني فيها، والمردر عليه بها هو الوزير أبو الأصبغ في وصفه المتقدم للأقاحي حين قال: [المجتث]
فالأقحوان بياضا ... كأنه سمط فضه
لأنه وصف بياضه ولم يصف صفرته، فجمعهما القاضي_أعزه الله وأحسن ذكراه_بتشبيهات كلها على غاية الكمال، مستوف نهاية الجمال. ولو وقع تشبيه من تلك التشبيهات لموسم بهذه الصناعة، متخذ لها كالبضاعة، بعد إعمال فكره فيه وإشغال ذهنه به، لكان مستندرا مستغربا، فكيف باجتماعها على حسنها وانطباعها له_أعزه الله_بديهة مع كثرة اشتغاله بالفرائض عن هذه النوافل التي لا يتحلى بها، ولا يتجلبب بجلبابها. قال أبو الوليد: وهذه القطعة كان يجب أن تكون في باب القطع المنفردة لأنها في الأقاحي على حدة. لكني لو فصلتها من الشعر الذي اتصلت به، والمعنى الذي وقعت فيه لكنت مفرقا بين الطرف وحوره، والخد وخفره، ففيها من التشريف لمن خوطب بها، وعني فيها ما يبقى في نسله وينبيء عن فضله. وقال أبو الحسن علي بن أبي غالب في المعنى الأول والقافية والعروض موصولا بمدح أبي_أطال الله لي عمره، وأبقى علي ستره_: [المجتث]
نبه جفونك للرو ... ض واهجرن كل غمضه
قد نبه الطل منه ال ... جفن الذي كان غضه
من بين ورد كخد ال ... حبيب حاولت عضه
وسوسن قد حكى لي ... سوالف الغيد بضه
ونرجس منع السه ... د جفنه أن يغضه
كلون صب تشكى ... قلى الحبيب وبغضه
ومن بهار يدلي ... جماجما منه غضه
كأنه معرض عن ... محدث لم يرضه
كأنه نقر التب ... ر في مداهن فضه
وبعد أبيات دخل إلى المدح، فقال: يعني الروض:
كأنما ضمنت من ... معتق المسك محضه
فأشبهت من طباع اب ... ن عامر الندب بعضه
وأنشدني لنفسه أيضا أبو الحسن [بيتين] مرماهما رشيق، ومغزاهما دقيق، في الخيري والنيلوفر، وهما: [السريع]
كأنما الخيري حب غدا الن ... نيلوفر الغض عليه رقيب
فهو إذا طبق أجفانه ... بالليل لاقاك بنشر وطيب
وأنشدني أيضا لنفسه وصفا في السوسن والباقلاء حسن التشبيه أبدع وأغرب [فيه وهو] : [الطويل]
ومن سوسن غض النبات كأنه ... كؤوس لجين لم تشن بنبال
إذا ما بدا فيها الحباب حسبتها ... سوالف غيد قلدت بلآل
ونور نبات الباقلاء كأنه ... شنوف لجين ضمخت بغوال
ولأبي بكر بن نصر وصف أكثر نواوير الربيع في قصيد بديع حسن التشبيهات غريب الصفات مدح به أبي_أبقاه الله لي_فقال يخاطبه [بعد أبيات] : [الكامل]
أسلالة من عامر سلني عن ال ... أنوار تحصل عندك الأنوار
لله نيسان ففيه تم ما ... قد كان قبل بدا به آذار
أما البقاع فإنها جادت لنا ... بشموس نور بينها أقمار
كالأقحوان بديهة فاسمع له ... في الوصف ما فيه اللبيب يحار

نام کتاب : البديع في وصف الربيع نویسنده : الحميري، أبو الوليد    جلد : 1  صفحه : 13
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست