نام کتاب : البديع في البديع نویسنده : ابن المعتز جلد : 1 صفحه : 105
المعنى: أنه أصاب موضعاً يضيف إليه فيه أي: يميل إليه؛ لأن أهله قد فارقوه، ومضيف محال؛ لأن البلد لا يضيف، ولأن الزمان لا يحتاج؛ وإنما المعنى أن الزمان مال عليك فأصاب موضع محل ومنزل.
وقال "من الكامل":
يا سهم كيف يفيق من سكر الهوى ... حران يصبح بالفراق ويغبق
عمري لقد نصح الزمان وإنه ... لمن العجائب ناصح لا يُشفق1
نصح الزمان: أي أدبك بما يريك من غيره واختلافه، والزمان لا يشفق على أحد؛ لأنه يأتي على الإنسان بما يقضي عليه، فقال: "من العجائب أن ينصحك الدهر وهو لا يشفق".
وقال "من الطويل":
كلوا الصبر غضاً واشربوه فإنكم ... أثرتم بعير الظلم والظلم بارك
من يأتك المقدار لا تك[2] هالكاً ... ولكن زمان غال مثلك هالك3
وقال العباس بن الأحنف "من البسيط":
ولي جفون جفاها النوم فاتصلت ... أعجاز دمع بأعناق الدم والسرب4
وهذا وأمثاله من الاستعارة مما عُيب من الشعر والكلام؛ وإنما نخبر بالقليل ليُعرف فيتُجنب.
قال المهلب[5] لرجل من الأزد: متى أنت؟ قال: أكلت من
1 الصبوح: الشراب بالغداة، ضد الغبوق وهو الشراب بالعشي. [2] في رواية: لا تدع.
3 أثار الشيء: أنهضه من مقامه. برك البعير: أي أناخ. المقدار: القدر. غال الشيء: اغتاله.
4 أعجاز: جمع عجز وهو مؤخر الشيء. العنق: جمعها أعناق وهي أول الشيء؛ لأن العنق من أول ما يرى من الإنسان. دم سرب: أي سائل متدفق. [5] سيد أهل العراق نشأ بالبصرة وولى إمارتها لمصعب وصمد لقتال الأزارقة تسعة عشر عامًا، وولي خراسان عام 79هـ، ومات فيها عام 83هـ.
نام کتاب : البديع في البديع نویسنده : ابن المعتز جلد : 1 صفحه : 105