نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس جلد : 1 صفحه : 395
الحالة ألا يجمع تحت العلامة الواحدة إلا الأفكار المتجاورة، مجازية كانت أو حقيقية. لذلك نرى الكتابة المسمارية لا تشير بالقرص إلى الشمس فحسب، بل أيضا إلى النور والبريق والبياض والنهار، وفي الكتابة الهيروغليفية تشير العين أيضا إلى النظر والسهر والعلم. ولما كان يدل على كل واحدة من هذه الأفكار في الكلام بصوت يخالف الصوت الذي يدل به على الأخرى، أصبح للعلامة من القيم الصوتية الجديدة بقدر ما تدل عليه من أفكار, فقد تمثل العلامة الواحدة في الكتابة المسمارية خمسة عشر صوتا أو عشرين صوتا مختلفا، وهذا ما يعبر عنه العلماء بقولهم إن العلامة الواحدة متعددة الأصوات Polyphone.
وعلى العكس من ذلك قد يقع في كل اللغات أن يعبر بصوت واحد عن أشياء مختلفة كل الاختلاف. ومن هذا القبيل في الفرنسية الصوت بور pore الذي تكلمنا عنه "por, pore, port", وكذلك الصوتvin؛ " vainc," vint, vingt, vin" والصوت sin؛ "sein, saint, seing, ceint, cinq" إلخ، فالكتابة التصويرية تدل بطبيعة الحال على كل واحدة من هذه الكلمات بعلامة مختلفة. أي أنها تدل على الصوت por بثلاث علامات وعلى الصوت vin بخمس علامات وعلى الصوت sin بست علامات, وقد عد العلماء ست عشرة علامة في الكتابة المسمارية للدلالة على المقطع تو tou. وهذا ما يعبرون عنه بقولهم، إن العلامات المتعددة تشترك في التعبير عن صوت واحد homophones.
فاشتراك عدة علامات في التعبير عن صوت واحد ودلالة العلامة الواحدة على أصوات عدة عيبان متضادان كان يمكن لنتائجهما أن تتعادل فيمحو بعضها بعضا. وهذا ما يقع في بعض الأحيان. ولكن الأمثلة التي ذكرناها تكفي للدلالة على الصعوبات المستعصية التي اعترضت سبيل القائمين بفك طلاسم هذه الكتابات[1]. [1] عن تاريخ فك طلاسم الكتابة المزمارية، انظر مينان: الكتابات المسمارية، باريس 1864، وأشهر الأسماء التي تذكر في هذا الصدد هي: جروتفند وبيرنوف ولاس وهـ. رولينسن وأوبرت. أما فك طلاسم اللغة الهيروغليفية فيرجع الفصل فيه أولا وقبل كل شيء إلى شامبليون المعروف بالصغير؛ ويأتي بعده ش. لينرمان، دي روجيه، سلفوليني, ليبسيوس، بيرسن، بروجسن ومسبيرو.
نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس جلد : 1 صفحه : 395