نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس جلد : 1 صفحه : 380
عن ذلك نجهل اللغات الرومانية الأخرى واللاتينية لكان من الصعب علينا أن ندلل على أن الفرنسية لغة هندية أوربية لأنه لم يبق في الفرنسية من الهندية الأوربية إلا بعض تفاصيل من البنية مثل المقابلة il est "هو يكون" ils sont "هم يكونون" "في النطق Ison, ile" أو مثل -ولعل ذلك أدل- صيغ أسماء العدد أو الضمائر الشخصية، مع بعض المفردات كأسماء القرابة. هذا كل ما بقي في الفرنسية من الهندية الأوربية. ومن يدري لعلنا نجد فيها أدلة أقوى من تلك تبعث على وصلها بالسامية أو الفينية الأجرية.
وقد يوجد فوق سطح المعمورة لغات هندية أوربية لا نعرفها، إذ إنها فقدت كل قرينة تشير إلى أصلها، وذلك لأنها لا تاريخ لها، ولأن استعمالها مقصور على أقوام أميين. فإذا ما طبقنا عليها الطريقة الصحيحة لم نستطع الاستدلال على قرابتها للإغريقية أو اللاتينية أو السنسكريتية. ولكن هذه الطريقة تفرض علينا أيضا أن نقول باستحالة البرهان على عدم وجود قرابة ما بين لغتين من اللغات.
ويمكننا أن نذهب إلى أبعد من ذلك. وذلك أننا إذا أردنا استخدام النظام الصرفي في الاستدلال على القرابة اللهجية، وجب أن يكون هذا النظام متميزا قاطعا في الدلالة وإلا فقد يستحيل الاستدلال, ومن ثم كان لا بد من تحديد القرابة اللغوية على درجات، وهذه الدرجات لا ترجع إلى الصلات التاريخية التي بين اللغات، وإنما ترجع فقط إلى درجة تميز البنية الصرفية. فهناك لغات معقدة النحو، فيها متاع عديد من دوال النسبة المتنوعة ومميزات الفصائل واللواحق التي ترتبط كل واحدة منها بمكان معين والتي تطبع الجملة بسلسلة من الخصائص المميزة، ومن هذا القبيل لغات المجموعة البنطية. ومثل هذه اللغات تتطلب مجهودا شاقا ممن يبغي إجادتها، ولكنها تمتاز بخصائص صرفية واضحة المعالم. فإذا صادفنا في كل مكان على وجه البسيطة لغة تحتوي بنيتها على نفس الخصائص الصرفية وتستخدم وسائل الإلصاق والتصنيف بعينها أو وسائل أخرى يرجع اختلافها عنها إلى تغيرات صوتية طبيعية، كان لنا الحق في أن نقرر انتساب هذه اللغة إلى العائلة البنطية وأن نستخدمها في النحو المقارن لهذه المجموعة اللغوية.
نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس جلد : 1 صفحه : 380