responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس    جلد : 1  صفحه : 379
من أظهر خصائص التغيرات الصوتية، لم يكن في إمكاننا هنا أن نقسم الصيغ إلى ضعيفة وقوية كما هي الحال في النظام الصرفي، والصيغ القوية كما نعلم شهود عدول على حالات قديمة قد تغيرت, فهذه البقايا هي التي تعلن عن أصول النظام الصرفي وتسمح لنا بمعرفة روابط القربى, ولكن النظام الصوتي لا يدع بقايا، ولذا لا يعرفنا بشيء من هذا القبيل.
ولا يكون الدارس في منأى من المصاعب حتى عندما يقصر دراسته على الظواهر الصرفية. لأن النظام الصرفي أيضا ينطوي على حالات من اللبس؛ لأن الدارس عندما يقيم القرابة على وجوه الشبه في البنية النحوية، يفترض أن هذه البنية تتغير بصورة مطردة مستمرة. ولكن ما الذي يضمن لنا هذا الاستمرار؟
نحن نعرف مقدار المؤثرات الخارجية التي يتعرض لها النظام الصرفي, فإذا لم تصب هذه المؤثرات إلا الأجزاء الثانوية والسطحية من النظام، بقي لنا عدد كاف من السمات المميزة التي تسمح لنا بتحديد القرابة. ولكن يمكننا أن نتصور حالة قصوى تصل فيها اللغة بعد أن يتكرر التأثير عليها، إلى أن يتركب فيها بدرجة متساوية مزيج صرفي من أسرتين متقاربتين, وهذه هي نفس الحالة التي تخيلناها من قبل وأطلقنا عليها اسم الخلاسية، وهي حالة شديدة الندرة, ونحن نعرف من ميدان التاريخ الطبيعي، وإن كانت ظروفه مختلفة جدا عن ظروفنا، مقدار الصعوبة التي يلاقيها العالم في تصنيف مادته إلى أسرات بسبب الخلاسية التي تعمل دون توقف على كسر النظام والوحدة. ففي حالة الخلاسية اللغوية يصير النظام الصرفي مقياسا غير ذي جدوي.
كذلك يصبح هذا القياس غير ناجع إذا كانت التغيرات الصرفية قد وقعت بسرعة خاطفة، أو إذا كانت الحالات التي نعرفها منها يفصل بعضها عن بعض آماد بعيدة حتى أصبحت اللغتان اللتان تنتسب إليهما هذه الحالات لا تشتركان في شيء من الوجهة الصرفية وإن كانتا ترجعان إلى أصل واحد, فلو أننا لا نعرف من الفرنسية إلا الحالة التي عليها اللغة المتكلمة في صورتها الحاضرة، وكنا فضلا

نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس    جلد : 1  صفحه : 379
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست