نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس جلد : 1 صفحه : 378
النحوية تغييرا محسوسا. ومن المهم جدا أن نعرف مفردات اللغة التي نريد دراسة المدينة التي تمثلها وبذلك تكون المفردات جسرا بين اللغة وعلم الآثار, ولكن هذا الجسر يؤدي من كلتا ناحيتيه إلى طريق مغلق؛ لأننا لا نستطيع أن نستدل من المفردات على طابع اللغة، حتى ولا على الطابع الذي تنضوي تحته أدوات المدنية. ولنذكر المثل التالي من اللغات الهندية الأوربية التي نحن بصددها. نحن نعرف في غرب أوربا وجنوبها نوعين كبيرين من المفردات يرجعان إلى ما قبل التاريخ، ولكن الخطوط التي تفصل بينهما لا تطابق الخطوط التي تفصل بين اللهجات. وأحد هذين النوعين -ويسمى بالمفردات الغربية- يمتد في الميدان الإيطالي والكلتي والجرماني ويختلط في الميدان البلطي السلافي، ولا سيما في بلاد البلطيق، بمفردات شرقية بحتة، والثاني -ويسمى بمفردات البحر المتوسط- يمكن العثور عليه في الإغريقية على وجه
الخصوص ولكنه اصطدم بالمفردات الغربية وحل محلها جزئيا في أهم لهجة من اللهجات الإيطالية، وهي اللاتينية لذلك نجد في الكلتية والجرمانية وفي الإيطالية إلى حد ما عددا كبيرا من الكلمات المشتركة. ولكن هذه اللغات الثلاث تختلف في درجة القرابة بينها من وجهة البنية النحوية, فالصلة الصرفية[1] وثيقة بين الكلتية والإيطالية، وثيقة إلى حد دفع بعض اللغويين إلى القول بوحدة إيطالية كلتية. أما الجرمانية فتختلف بنيتها النحوية عما في الكلتية اختلافا شديدا؛ وإذا كانت تقرب من الإيطالية في بعض الوجوه، فإنها أيضا تقرب من السلافية البلطية في وجوه أخرى. وقصارى القول أن الروابط الصرفية بين هذه اللغات لا تتفق مع الروابط التي بين مفرداتها.
وهذا القول يسري أيضا على الروابط الصوتية، بل قد يبدو غريبا أن ندخل الصوتيات في هذا المضمار. لأن التغيرات الصوتية تقع، على ما يبدو، بطريقة آلية مستقلة عن إرادة المتكلم، بل وعلى غير شعور منه، ولكنها أيضا تقع باضطراد محدود من حيث المبدأ وتنوع محير في نتائجه، إلى حد يجعل من العسير علينا أن نجد فيها خصائص لنوع معين من اللغات. يضاف إلى ذلك أنه لما كان الإطلاق [1] انظر دوتان Dottin: رقم 68، وهرت: رقم 167، وفيست: رقم 159.
نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس جلد : 1 صفحه : 378