نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس جلد : 1 صفحه : 370
الظروف السياسية على بقائها وتعميمها وكل منها تضم عددا كبيرا من اللهجات وفروعها وقرابة هذه اللهجات جميعا بعضها ببعض "بغض النظر عن اختلاف اللغات المشتركة" وقرابة اللهجات المحلية كلتاهما على درجات كثيرة. إذ إن بعضها لا يزال أكثر اقترابا من البعض الآخر، لأن اختلاف كل منها عن صواحبها لم يتحقق إلا منذ عهد قريب. ولكن فريقا منها، قد انفصلت لهجاته منذ عهد بعيد، فلم يبق بينها تشابه كبير. وذلك كما لو قارنا رطانة برتغالية برطانة رومانية مثلا. ويقوم التباعد على وقوع تطورات مستقلة، وذلك بغض النظر عن التأثيرات الخارجية التي لا نتكلم عنها الآن، ومع ذلك فليست البرتغالية والرومانية في نظر العالم اللغوي إلا صورتين من لغة واحدة هي اللاتينية.
ونحن نعرف هذه اللاتينية. فيجوز لنا إذن أن نقدر الطريق التي قطعته حتى وصلت إلى اللغات الرومانية المستعملة اليوم، وأن نحدد درجات القرابة على ضوء التغيرات التي وقعت وعلى أهمية كل منها. ولسنا في حاجة إلى بيان المعونة الهامة التي تقدمها للباحثين في هذه اللغات معرفتهم بالتاريخ السياسي والاجتماعي, فهي رقابة دائمة ووسيلة قيمة لتحديد التاريخ الدقيق لكل تقلب من التقلبات التي مرت بها الشعوب واللغات في آن واحد, ولكن الوثائق التي في متناول يدنا تقف عند اللاتينية؛ فلسنا نعرف شيئا عن حالات اللاتينية السابقة للقرن الثالث قبل الميلاد أو حوالي ذلك التاريخ, وبهذا نفقد خير وسيلة للتحديد وخير ضمان نستند عليه في تحقيق قرابات تقوم على ظروف اللغة والتاريخ معا.
ومع ذلك ففي وسعنا أن نرقى في بحثنا إلى ما قبل اللاتينية بفضل المنهج المقارن الذي يجب علينا الآن أن نحدد مداه[1].
ليس المنهج المقارن إلا امتدادا للمنهج التاريخي في أعماق الماضي السحيق. [1] انظر مييه sur la methode de la grammaire comparee رقم 1، 1913 ص1-15, والنتائج الأساسية يعرضها بوضوح برتستنكي porzezinski رقم 192 ص39-80.
نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس جلد : 1 صفحه : 370