responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس    جلد : 1  صفحه : 368
مشحون بالثغرات، فهناك فترات لا نعرف عنها إلا القليل، وكانت ذات أثر حاسم في تكوين هذه اللغة. ومن جهة أخرى لم تكن الحركة التي ابتعدت بالفرنسية عن اللاتينية متماثلة الأجزاء، ومع ذلك فبين اللاتينية والفرنسية، رغم تنوع الأحوال التي تقلبت على الفرنسية، استمرار تاريخي هو الذي يكون القرابة بين اللغتين. وهذا هو الوجه الأول من وجهي المسألة، ويمكننا أن نسميه بالتتابع.
وهناك وجه آخر يجب أن يحسب حسابه، وهو الوجه الوضعي Synchronisme. يمكننا بسهولة بناء على ما قلناه في الانفصال الطبيعي لإحدى اللغات، أن نطلق مصطلح القرابة اللغوية أيضا على لهجتين خارجتين من لغة واحدة. فقد يحدث في بعض المناطق أن تنقسم لغة من اللغات، التي يتكلمها أصحابها في صورة واحدة لا اختلاف فيها، إلى عدد من مجاميع اللهجات تتميز كل منها ببعض الخصائص التي تمتد إلى عدد من المجاميع المجاورة. عندئذ يقال بأن هذه المجاميع ترتبط بصلة القرابة، وتظل كذلك مهما كانت التغيرات التي تصيب كل واحدة منها. ومهما عظم البون بين اللغة المشتركة المبدئية وبين اللهجات التي خلقها الانقسام، فإنه يجب التسليم بوجود القرابة ما دامت ثابتة تاريخيا.
ولا ينبغي لنا أن ندخل في حسابنا هنا تلك الفوارق التي تفرضها الحالة السياسية أو الاجتماعية على اللغة فالقرابة اللغوية تضم دون أي تمييز اللهجات التي نزلت إلى طبقة اللغات المحلية. أو الرطانات أو العاميات الخاصة بأرباب الصناعات وتلك اللهجات التي ارتفعت إلى مصاف اللغات المشتركة. فالبيكاردية والبواتية والنورماندية كلها قريبة بعضها من بعض، وقريبة أيضا للفرنسية، لهجة الإيل دي فرانس التي صارت لغة مشتركة لأقاليم مترامية الأطراف. وإذا كان من يتصدى لتأريخ اللغة الفرنسية يهتم بتمييز جميع الفروع التي تنطوي عليها هذه اللغة، فإن من حق من يريد أن يشمل تطور اللغة بنظرة عامة أن يعتبرها وحدة متحركة خلال العصور التي مرت بها. والواقع أن التغيرات التي أصابت اللغة

نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس    جلد : 1  صفحه : 368
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست