نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس جلد : 1 صفحه : 367
الفصل الخامس: القرابة اللغوية, والمنهج المقارن 1:
استعمال عبارة "القرابة" في مسائل اللغة يؤدي إلى لبس كبير، وكثيرا ما أوقع في الخطأ أشخاصا من غير العارفين بالأمور اللغوية. بل أخطر من ذلك أن بعض علماء اللغات أنفسهم قد أخذوا أحيانا هذا التعبير المجازي، على علاته وراحو يضعون القوائم بأنساب اللغات على طريقة أوزييه Hozier. وظن بعضهم منذ ذلك الحين أنه في حل من القول بأن اللاتينية قد ولدت الفرنسية أو الإيطالية، ومن الكلام عن اللغات الأمهات واللغات البنات واللغات الأخوات. وكلها مصطلحات سيئة لأنها تعطي فكرة زائفة عن علاقة اللغات بعضها ببعض. إذ لا شيء من الشبه بين قرابة اللغات وبين التتابع أو التولد بالمعنى الفسيولوجي لهذه المصطلحات.
لا يتأتى لإحدى اللغات أن تلد لغة أخرى، وليس في وسع أي عالم لغوي أن يحدد الساعة التي وقع فيها هذا الميلاد. فإذا قلنا إن الفرنسية قد خرجت من اللاتينية، فمعنى ذلك أن الفرنسية هي الصورة التي صارت إليها اللاتينية خلال العصور في إقليم من الأقاليم. وإذن فليست الفرنسية في كثير من الوجوه إلا اللاتينية نفسها. وكلما أو غلنا في تاريخ اللغة الفرنسية، وجدنا حالات متنوعة يتلو بعضها بعضا وتقربنا شيئا فشيئا من اللغة اللاتينية. ومع ذلك فمن المحال أن نعين الحد الذي تنتهي عنده اللاتينية وتبدأ الفرنسية. وتاريخ اللغة الفرنسية
1 انظر مييه: le probleme de al parente des langues "رقم 42، مجلد 15 "1914" ص403؛ ومؤلفات شيوخارت المذكورة في الفصل السابق.
نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس جلد : 1 صفحه : 367