نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس جلد : 1 صفحه : 314
وفي بلاد الإغريق كانت لهجة الملحمة غير لهجة القصيدة الغنائية، وفي الدرامة كانت تستعمل لهجتان مختلفتان، واحدة للحوار والأخرى للغناء الجماعي. فأساس هذه اللهجات من حيث الأصل لغة أحد الأقاليم الإغريقية سواء أكان ذلك الإقليم في الجزر أم في القارة، وسواء أكانت هذه اللغة واسعة الانتشار أم محصورته. وكان في كل منهما من السمات الخاصة المميزة ما يكفي لتسميتها لهجة. ولكن استعمال الشعراء لها صيرها لغات أدبية، واللغات الأدبية التي من هذا النوع لا تختلف عن اللغات الخاصة إلا قليلا.
بعد أن عرفنا اللهجة على هذا النحو يجدر بنا، قبل أن ندرسها في صلاتها باللغة المشتركة، أن نقول كلمة عن اللغات الخاصة. واللغات الخاصة نتيجة للانفصال الاجتماعي، مثلها في ذلك مثل اللهجات ولكن من وجهة نظر أخرى.
نعنى باللغة الخاصة تلك اللغة التي لا يستعملها إلا جماعات من الأفراد وجدوا في ظروف خاصة. ومثال ذلك حالة "المحضر" أو حالة القاضي. فهذان الموظفان يستعملان في تسبيب حيثياتهما أو في تحريرها لغة بعيدة جدا عن اللغة الجارية، هي اللغة القانونية. ولدينا مثال آخر في لغة الطقوس الدينية: فكثيرا ما يستخدم المؤمن في خطابه لله لغة خاصة، كالكاثوليك إذ يستعملون اللغة اللاتينية. فيجب أن نسلك اللغات الدينية بين اللغات الخاصة. وأخيرا أنواع الأرجو les argots "اللغات العامية الخاصة" كلها لغات خاصة, فطلبة المدارس والصناع والأشقياء يستعملون فيما بينهم لغة متفقا عليها. ومن اللغات الخاصة أيضا تلك اللغات التي تتميز من اللغة الجارية ويستخدما عدد محصور من الأفراد للتفاهم الذي فيه شيء من السرية وكل هذه اللغات تشترك في كونها خاصة بالنسبة للغة مشتركة بعينها، وباختبار تكونها يتضح لنا أنها تنشأ جميعا عن ميل واحد، وهو ترويض اللغة على مشاغل المجموعة التي تستعملها.
تعتبر بعض هذه اللغات الخاصة لغات مختلفة عن اللغة العادية. ومنها اللاتينية التي ظل العلماء زمنا طويلا يستخدمونها في علاقاتهم الدولية فهم قد اختاروا
نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس جلد : 1 صفحه : 314