responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس    جلد : 1  صفحه : 313
يمكننا أن نوجد في داخل المجال الفرنسي نفسه تقسيما لهجيا باختيار بعض السمات الخاصة التي تكفي لتمييز اللهجة. فالفرنسية البيكاردية تمتاز عن فرنسية الإبل دي فرانس باحتفاظها بالـC الانفجارية "ك" التي صارت صوتا صفيريا "ش" في المجال الفرنسي. فتقول البيكاردية kar, kamp, keval بدلا من cher champ, cheval. نعم إن هذا المقياس النافذ في التمييز بين البيكاردية والفرنسية ليس صالحا كما أبان بول ميير، للتمييز بين البيكاردية وبين جارتها الشمالية أعني الفرنسية البلجيكية "الولونية wallon" أو بينها وبين الترمندية جارتها الغريبة ولكن يوجد بين البيكاردية والفرنسية البلجيكية أو النرمندية خصائص أخرى مميزة تمكننا من وضع حدود إجمالية بين هذه اللهجات.
لذلك لا يقع المتكلمون في الخطأ. فالتقسيم اللهجي يرجع إلى إحساس حقيقي لدى سكان الإقليم الواحد، إحساس بأنهم يتكلمون بصورة ما ليست هي الصورة التي يسير عليها سكان الإقليم المجاور. والبيكارديون القدماء كانوا يشعرون بأن فرنسيتهم البيكاردية لهجة تختلف عن فرنسية الإيل دي فرانس بقدر ما تختلف النرمندية عن الولونية "الفرنسية البلجيكية". وذلك لأن البيكاردية في مجموعها بالرغم من اختلاف صورها في المجال الواسع الذي تتكلم فيه، فيها سمات مميزة غالبة تميزها في أذهان الذين يتكلمونها بالنسبة للهجات المجاورة. وهذا يفسر لنا وجود مؤلفات أدبية مكتوبة بالبيكاردية[1].
أغلب الظن أن اللغات الأدبية التي تعتمد على إحدى اللهجات أي التي تقوم على أساس لهجي لا تمثل، كما سنرى فيما بعد "ص342"، تمثيلا صادقا صورة التكلم لأي بلدة من بلدان المنطقة. وهذا يصدق على فرنسا في العصور الوسطى كما يصدق على بلاد الإغريق القديمة. ولكن لا ينبغي أن نستنتج من ذلك عدم وجود اللهجة. بل إنها توجد بقدر ما توجد اللغة المشتركة فلها نوع من الوجود المثالي. ففي الفرنسية لا يكتب سان ألكس Saint Alexis في نفس اللهجة التي يكتب فيها سان ليجيه Saint leger أو ال كانتيلين دي سانت أولالي la la Cantilene de Saint Eulalie.

[1] رقم 97.
نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس    جلد : 1  صفحه : 313
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست