نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس جلد : 1 صفحه : 315
لغة ميتة للتفاهم مع غيرهم من العلماء، وفعل قسيسونا مثلهم في مخاطبة الله. وظلت اللغة السنسكريتية في الهند لغة البنديتيين، أي لغة المثقفين. ويمكننا أن نعد من لغات العبادة التي تختلف عن اللغة الحية اللغات الإغريقية والسلافية القديمة والأرمينية، أو القبطية التي ظلت اللغة الدينية لقوم يتكلمون في شئونهم العادية اللغة العربية، وهي لغة من أسرة أخرى. وهذا يفسر ببواعث خاصة, بالحاجة إلى إمكان التفاهم مع أناس من أقطار مختلفة في حالة اتخاذ اللاتينية لغة للعماء، أو باتباع التقاليد وأكثر من ذلك بالحاجة إلى تمييز القدسي من الدنيوي، وذلك كما في حالة اللغات الدينية "انظر ص321".
وعلى الجملة فإن اللغات الخاصة تقوم على الرصيد المشترك للغة حية ... ولكن بعضها لغات ميتة موت اللاتينية، ومن ذلك لغة المحاكم. فكل مصطلح فيها اتخذ له دلالة نهائية، على رجال المحاكم أن يحفظوها وأن يتبوعها دون أن يغيروا شيئا منها. فهي ليست في نهاية الأمر إلا لغة فنية كلغة الأطباء عندما يحررون نشرة طبية وعلى العموم، كلغة العلماء من كل نوع عندما يعالجون مادة علمهم. واللغات الفنية تدين بوجودها إلى الحاجة للدلالة على أشياء أو أفكار لا أسماء لها في الاستعمال الجاري، ولكنها أيضا ترجع إلى الحاجة للدلالة "بصورة علمية" أي بمصطلح دقيق يرفع كل لبس، على أشياء مما تعبر عنه اللغة العادية تعبيرا جيدا. لذلك نراها أحيانا تخترع كلمات خاصة وأحيانا تستعمل كلمات اللغات العادية في معنى خاص، كما يفعل علماء الطبيعة حين يتكلمون عن "الكتلة" أو "السرعة" أو "القوة" وبهذا تنجو اللغات الفنية نحو اللغات العامية الخاصة[1].
صارت كلمة "عامية خاصة" "argot" في الأيام الأخيرة مصطلحا غامضا. والواقع أنها ليست إلا اسما آخر للغة الخاصة. ويوجد من العاميات الخاصة بقدر ما يوجد من جماعات متخصصة. والعامية الخاصة تتميز بتنوعها الذي لا يحد، وأنها في تغير دائم تبعا للظروف والأمكنة. فكل جماعة خاصة وكل هيئة من [1] انظر عن العامية الخاصة ف. ميشل: "دراسات في الفلولوجيا المقارنة عن العامية الخاصة". باريس 856، سينبان: رقم 119 ومؤلفات مارسل شفوب ودورا.
نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس جلد : 1 صفحه : 315