responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس    جلد : 1  صفحه : 303
قابل جندي منعزل من جنود الخيالة جنديا آخر من جنود المشاة تآخى الجنديان دون عناء، مع أننا نعرف أن المدن التي تضم ثكنات لكلا السلاحين كثيرا ما تكون ميدانا لمشاحنات ناجمة من هذا الاختلاط حتى تضطر السلطات أحيانا إلى التدخل لحفظ الأمن. بل لسنا في حاجة إلى التمثيل بسلاحين مختلفين قد يفترقان أحيانا في العمل وفي التقاليد وفي الاختيار. فكثيرا ما تشتد المنافسات في داخل فرقة واحدة بين كتيبة وكتيبة أو جماعة وجماعة أو غرفة وغرفة، لا لشيء إلا لاختلافهما في ساعات العمل أو القيادتين أو في رقم "العنبرين", فأتفه الفروق تزكي نار المنافسة. فكأن الناس إذا ما تجمعوا بحثوا عن أتفه الأسباب التي تقدمها لهم الظروف لإثبات تجمعهم بمعارضة غيرهم.
في هذه الحالة لسنا في حاجة إلى الاحتجاج بوجود باعث من الزهو الذي يبعث عليه الشعور بوجود تفوق ما، وإن كانت روح الجماعة تصطحب غالبا برضاء داخلي. إذ إنها تنطوي على شعور بالعزة يدفعها إلى استثارة الآخرين وإذلالهم. ولكن هذه العواطف تنتج من روح الجماعة ولا تخلقها. والذي يقوي من روح الجماعة هو وجود التجمع، وهذا التجمع نفسه ليس فيه شيء شخصي ولا تدخل في حسابه قيمة الأشخاص منفردين. إذ يكفي لأي دخيل أن يحتل مكانا في الجماعة لتعترف له بالحقوق التي للآخرين, وكل ما تفعل به لدى دخوله أن تفرض عليه نوعا من البلاء التأديبي الذي لعله بقية باقية من الرياضة الصوفية القديمة. وأخيرا لا تقوم الجماعة التي من هذا القبيل على نظم شرعية. والرباط الذي يجمع بين أعضائها لا يرجع إلى اتفاق سابق ولا إلى إرادة مقصودة، وإنما ينحصر في الاتفاق في العمل والمصالح والحاجات، وتزداد قوة الجماعة إذا وجدت بحانبها جماعات أخرى تختلف عنها في الأعمال والمصالح والحاجات.
تلعب اللغة دورا ذا أهمية عظمى في الجماعة الاجتماعية مهما كانت ومهما كان مقدار امتدادها. فاللغة أوثق العرى التي تجمع بين أعضاء هذه الجماعة. وهي على الدوام رمز ما بينهم من تشارك وحارسه الأمين. وأية آلة أفعل من اللغة في توطيد وجود الجماعة؟ فاللغة بمرونتها وتنوع حياتها ولطف سريانها واختلاف

نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس    جلد : 1  صفحه : 303
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست