responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس    جلد : 1  صفحه : 302
كلمة lehnen، كما لا تشكو البريتانية من كونها لا تملك إلا كلمة واحدة "glas" للتعبير عن "الأخضر والأزرق" وتستعمل نفس الكلمة لتقول: "السماء زرقاء" و"الفاصولية خضراء".
يبدو إذن أننا نخطئ حينما نرى في أي جزء من أجزاء اللغة صورة لعقلية بعينها. ولا يعني هذا أنه لا توجد أية رابطة بين العقلية واللغة، بل إن اللغة تستطيع في بعض الأحيان أن تعدل من العقلية وتنظمها. فعادة وضع الفعل في مكان بعينه دائما، يمكن أن تؤدي إلى صورة خاصة في التفكير وأن يكون لها أثر في طرق الاستدلال. والتفكير الفرنسي أو الألماني أو الإنجليزي خاضع للغة إلى حد ما. فإن اللغة إذا كانت مرنة خفيفة مقتصرة على الحد الأدنى من القواعد النحوية، سمحت للفكرة بالظهور في وضوح تام وأتاحت لها حرية الحركة. وعلى العكس من ذلك تختنق الفكرة من التضييق الذي يصيبها من لغة جامدة ثقيلة. ولكن عقلية المتكلمين تتصرف لتعتاد أي شكل من أشكال اللغة. لذلك كان من المحال تحديد اللغة بمزاج الأمة التي تتكلمها. فدراسة الدور الاجتماعي الذي تقوم به اللغة هي خير ما يعطينا فكرة عن ماهية اللغة.
أصبح تكرار القول بأن الإنسان كائن اجتماعي أمرا مبتذلا. لعل من أول السمات على الطبيعة الاجتماعية في الإنسان تلك الغريزة التي تدفع على الفور والأفراد المقيمين معا إلى جعل الخصائص التي تجمعهم مشاعة بينهم، ليتميزوا بها عن أولئك الذين لا توجد لديهم هذه الخصائص بنفس الدرجة.
هذه الغريزة في غاية القوة، نعثر عليها في كل الأقسام التي تنقسم إليها أية هيئة اجتماعية، وترجع في أصلها إلى حقيقة التجمع نفسه. فإذا التقى فرنسي وفارسي في جزيرة مهجورة نسي كل منهما الفروق التي تفصل بينهما وسعيا بطبعهما إلى الاتحاد، لأن المساواة في العزلة تنمي الزمالة بينهما. ولكن لو أن فارسيا جاء إلى فرنسا زائرا ووجد نفسه في مكان ككور لا رين COURT LA REINE, ورآه بعض الفرنسيين، لأوحت إليهم على الفور عاطفة الوطنية التي من شأنها أن تقوي وجود الجماعة بهذه الجملة المشهورة. كيف يمكن لإنسان أن يكون فارسيا؟ وإذا

نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس    جلد : 1  صفحه : 302
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست