نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس جلد : 1 صفحه : 301
اللغات أن يتغلب نوع ما على غيره في فترة من الفترات، ليتضاعف استعماله بعد ذلك في العصور التالية. فهذا أثر مباشر لتنافس الطرق الصرفية، لا يتوقف بأية حال على اختلاف العقلية.
لأن العقلية في الحالتين واحدة، وإنما تختلف العبارة فقط. فكون إحدى اللغات تقول Liber petri "كتاب بطرس" والأخرى تقول: le livre de pierre "الكتاب "بتاع" بيير" لا يحتم أن يكون الشعبان اللذان يتكلمان هاتين اللغتين يختلفان في تصور علاقة الملكية، وإنما يختلفان فقط في التعبير عنها. ولهذا الاختلاف أسباب تاريخية. فنسعى إلى معرفة عقلية الشعب من خصائص لغته مشروع فاشل إذا راعينا وسائل البحث التي نملكها في حالاتنا الراهنة. بل إن المفردات نفسها لا تعكس العقلية إلا في صورة جزئية. فالفرنسية مثلا ليس فيها إلا كلمة واحدة louer "يؤجر" و"يستأجر" لترجمة الفعلين الألمانيين miethen "يستأجر" وvermiethen "يؤجر" ومعنى كل منهما على عكس معنى الآخر. وفي هذا ما فيه من لبس غير مستحب في اللغة الفرنسية، ولكن الألمانية بدورها لا تملك غير فعل واحد Lehnen للتعبير عن الفعلين الفرنسيين preter "يعبر" emprunter "يستعير" ونعرف لغات أخرى تعبر بكلمة واحدة عن "البيع" و"الشراء" معا[1]. فهل في ذلك ما يشير إلى الصورة التي تدرك عليها هذه الشعوب الإجارة والإعارة والبيع؟ كلا. فالمفردات في أية لغة لا تعرض مطلقا وجوه التفكير كاملة. بل يوجد دائما من الكلمات أقل مما يوجد من الأفكار، والاستعمال الجاري يكتفي دائما بالعبارات التقريبية، لأن لديه من الوسائل ما يجنبه الوقوع في اللبس. إذ إن السياق يوضح معنى كل كلمة، وإذا لم يكف السياق، لم تعدم اللغة أن تجد وسيلة لتجنب هذه النقص. فالفرنسية في الواقع لا تشكو غموضا في كلمة louer ولا الألمانية في [1] تقول الصينية مثلا mai وmai, ولا فرق بين هاتين الصيغتين إلا في التنغيم "جبلنتس Gabelentz؛ Chinische Grammatik؛ 1888, فقرة 230، أخذناه عن اقتباس لجسبرسن، رقم 134، ص84-85".
نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس جلد : 1 صفحه : 301