responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس    جلد : 1  صفحه : 147
كلما توغلنا في تحليل الفصائل النحوية للغة من اللغات زدنا إدراكا لاستحالة إرجاعها إلى نظام منطقي. وذلك مما يمكن تفسيره من جانب النحو بعلل في غاية الوضوح: ذلك بأن النحو في أية لغة وفي أية فترة من فترات تاريخ هذه اللغة ليس إلا نتيجة لأنواع مختلفة من النشاط يصيب نواحي النظام النحوي المختلفة ويصيبها مستقلة بعضها عن بعض. فإذا كانت نقطة البدء في التغيرات الصرفية تنحصر فيما يسمى بالقياس، فإن نتيجة هذا القياس ليس من شأنها أن تجعل المنطق يسود النظام النحوي من جهة كونه كلا.
من جهة أخرى لا شيء يبرر الغرض القائل بأن الفضائل النحوية كانت في فترة بدائية من تاريخ اللغة منطقة تماما على الكليات المنطقية للعقل وأنها بمرور القرون بعد عنها شيئا فشيئا تبعا للتغيرات الناجمة من الاستعمال، إذ أننا مهما تعمقنا في التقصي في تاريخ اللغة لا نصل إلا إلى حالة لغوية على درجة كبيرة من التطور، فأقدم صورة تعرفها للغات المتكلمة في زماننا هذا ليست أكثر منطقية ولا أقل منطقية من هذه اللغات نفسها.
مما لا يخلو أبدا من المخاطر أن يراد الحكم على عقلية أمة بالفصائل النحوية الموجودة في لغتها. فهناك لغات تحتفظ زمنا طويلا بفصائل لم يبق لوجودها مبرر وتستمر على اعتبارها وسائل نحوية. وعندنا مثل من ذلك في فصيلة النوع: فلو أن شخصا قدم لنا جملة فرنسية فيها كلمة مائدة تضاد كلمة مقعد وقال لنا بأنها مأخوذة من لغة المتوحشين لاتجه ذهننا فورا إلى لغة البنطو. وقد أعطانا الأستاذ بلي BALLY أمثلة عديدة بينة على المشابهة التي تقيمها بين لغة المتحضرين ولغة المتوحشين استعمال بعض الفصائل النحوية والاحتفاظ بها[1].
قد يحصل أن تهجر بعض الفصائل اللغوية أو أن تتغير كما يقع لأخرى أن تنشأ، وقد أراد البعض أن يستنتج من هذه الحقيقة أن العقل الإنساني يتقدم في طريق التجريد. هذا الاستنتاج له ما يبرره في بعض الأحيان "انظر فصل الخاتمة". ولكن لا ينبغي اللجوء إلى التعميم بأية حال. فالهندية الأوربية لم يكن فيها مصدر،

[1] رقم 44 ص107.
نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس    جلد : 1  صفحه : 147
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست