responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس    جلد : 1  صفحه : 148
فما كانت تستطيع أن تقول "حَملٌ" أو "فِعلٌ" وإنما كانت تقول "أحمل" أو "أفعل" فحسب. فخلق المصدر، الذي وقع في كل واحدة من اللغات الهندية الأوربية على انفراد، كان خطوة واسعة في سبيل التجريد، ومع ذلك فبعض هذه اللغات قد فقد المصدر كالإغريقية الحديثة والبلغارية مثلا. وهذا لا يحتم أن يكون الإغريقي أو البغاري قد فقد ملكة إدراك الحدث الفعلي إدراكا تجريديا. كون بعض الشعوب المتوحشة يملك مثلثا إلى جانب المثنى لا يحتم كون هذه الشعوب لا تستطيع العدد إلا إلى ثلاثة[1]. ذلك لأن فصيلة العدد النحوية مستقلة عن معنى العدد. وكذلك قد أبان الأستاذ بلانرت PLANERT أنه يجب التمييز بين فكرة السببية وبين الفصائل النحوية التي تستخدم للتعبير عنها، فإذا كان سكان الملايو لا يعبرون عنها، فإن ذلك يمنعهم من أن يفكروا تفكيرا سببيا[2]. فهنالك وسائل مختلفة من التنغيم أو الإشارة يتعارض بها عن الفصائل غير الموجودة.
وإذا كانت اللغات تحتفظ في بعض الأحيان بفصائل نحوية لا فائدة منها فإنها لا تعجز يما عن خلق فصائل جديدة عند الحاجة. لقد قابلنا فيما سبق بين اللغات التي تعبر عن الزمن واللغات التي تعبر عن صفه الفعل. فإذا نظرنا إلى الوقائع على نحو ما يقدمها لنا تاريخ اللغات الهندية الأوربية، لظننا أن فكرة الزمن أحدث من فكرة الصفة وأنها حلت محلها. ومع ذلك ففكرة الصفة ليست مجهولة في لغاتنا الحديثة التي تعبر عن فكرة الزمن على خير ما يكون التعبير عنها.
استعملت اللغات الجرمانية مثلا للتعبير عن الزمن الاستمراري الذي لم يكن فيها اسم الفاعل مصحوبا بفعل الكون. فإننا نجد في الألمانية العليا المتوسطة تراكيب مثل: ALL DIE MICH SEHENDE SINT "كل أولئك الذين يرونني" "DER ARME HEINRICH، البيت 673" أو DER RITER ... MIT TEM DER LEWE VAREND IST" "الفارس ... الذي معه يسافر الأسد" "I WEIN بيت 2986".
هذه الحاجة نفسها هي التي بعثت على نشوء التركيب الإنجليزي I AM GOING،

[1] ليفي برول: رقم 88، ص157.
[2] بلانرت: الفصائل النحوية في علاقتها بالسببية. بحث في لغة مدغشقر "رقم 34، مجلد 9 "1906" ص759-768".
نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس    جلد : 1  صفحه : 148
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست