responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس    جلد : 1  صفحه : 133
الجنس في لغاتنا الأوربية ليس إلا طبقة على طريقة البنطو. فهو محاولة قام بها العقل لتصنيف المعاني المتنوعة التي يعبر عنها بواسطة الأسماء. وأغلب الظن أن هذا التصنيف يقوم على التصور الذي كان في ذهن أسلافنا الغابرين عن العالم، وقد ساعدت عليه بواعث غيبية ودينية. وقد احتفظ بهذا التقليد حتى بعد أن عجز من يستعملونه عن فهم علته.
هناك فصائل نحوية بينها وبين الواقع علاقة أحكم مما في حالة النوع، ولها ما يبررها عقليا في تصورنا الحالي للعالم: من ذلك فصيلة العدد وفصيلة الزمن. فعلى حسب ما أقول: الجواد يأكل أو الجياد ستأكل، أراني أعبر عن فكرتين فيهما الوحدة "المفرد" تقابل الجمع والزمن الحاضر يقابل الزمن المستقبل. وذلك يوم على حقائق الاختبار. ولكن إذا ناقشنا كيف يعبر في اللغات المختلفة عن هاتين الفصيلتين، وهما من أعم الفصائل، أدركنا أولا أنهما يظهران فيها على صور تحد من عموميتهما وثانيا أنه من النادر أن نجد لها في الاستعمال العبارة الدقيقة التي كنا ننتظرها.
عندنا في الفرنسية مفرد وجمع. ولكن التمييز بين الوحدة والجماعة، وهو ما يكون العدد عندنا، ليس مظهر هذه الفصيلة الوحيد. فمن اللغات ما كان فيها أو ما يزال فيها مثنى. والهندية الأوربية كان فيها مثنى أبقى عليه في الزمن التاريخي فترة طويلة أو قصيرة على حسب اللغات، ثم أبعد منها جميعا تقريبا شيئا فشيئا[1]. ففي الهند نجد المثنى في السنسكريتية، فيدية كانت أم كلاسيكية، وذلك على عكس البراكريتية prakrits والبيالية pali اللتين فقدتاه. وكانت الفارسية القديمة والزندية تستعملانه في صرامة، ولا ويوجد منه أثر في اللغة الفهلوية. ولا يوجد المثنى في الأرمينية ولا في اللاتينية منذ أقدم تاريخ نعرفه لهما. أما في السلافية القديمة فهو يتمتع بالحياة، بكل الحياة، ولا زالت بعض لهجاتها تستعمله حتى يومنا هذا مثل السلوفينية "من لهجات يوغسلافيا" وصورابية اللوزاس "إقليم مشترك بين تشيكوسلوفاكيا وألمانيا". وهو في بعض اللهجات اللتوانية في سبيل الانقراض، وكانت القوطية

[1] بروجمان: رقم 150، مجلد 2 الجزء الثاني.
نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس    جلد : 1  صفحه : 133
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست