responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس    جلد : 1  صفحه : 100
في الكلام، كلما عن له أن يلقي أمرا أو أن يعبر عن حاجة أو أن يصوغ واقعة من الوقائع. ولا يلبث المجهود العقلي الذي تتمخض عنه الصورة اللفظية أن يصير من البساطة والألفة بحيث لا يشعر به الإنسان وبحيث يتبع مباشرة إنتاج الصورة اللفظية الإحساس بالحاجة أو استيقاظ الإرادة، ثم تتلى الصورة نفسها على التو بالتحقق العملي في اللغة.
يستسلم الطفل في مرحلة التحصيل التي تفرض عليه رياضات معقدة. فيعود أعضاءه على إنتاج الأصوات التي يسمعها. ولكنه لا يسمع إطلاقا أصواتا منعزلة، بل تقدم إليه الأصوات في كل ذي معنى، فيتعلم في نفس الوقت كيف يخضع أعضاءه إلى أوضاع متنوعة تقابل الأصوات المختلفة وكيف يربط مجاميع الأصوات التي تصدر على هذا النحو بمعنى من المعاني. والأصوات ليست جميعا على درجة واحدة من الأهمية، بل منها ما يسود غيرها كما رأينا في دراسة التغيرات الصوتية. ولكن العناصر العقلية التي تكون تلك المادة التي تصاغ في الأصوات تحمل بدورها درجات مختلفة من السيطرة، فمنها ما تطفو وتفرض نفسها على الانتباه بدرجة من الوضوح أعلى مما لغيرها. ويترتب على ذلك أن الصور اللفظية، من وجهة نظر العناصر التي تؤلفها نفسها، تتكون شيئا فشيئا بواسطة تحسينات متتابعة تضاف إلى التجربة الأولى التي تعد بطبيعة الحال غير كاملة ولا تظهر في تلك التجربة المبدئية إلا بعض الملامح المميزة، وهي تلك الملامح التي تقابل قمم السيطرة سواء في الصوتيات أو في العقليات ثم تمثل في الصورة شيئا فشيئا الملامح الثانوية في أدق تفاصيلها.
ومهما كان الوقت الذي يستغرقه التحصيل حتى يصل إلى التكوين النهائي للصورة اللفظية، بل مهما كانت الفترة التي تقدر لاستكمالها، فإن الذي يميزها في عين العالم اللغوي إنما هي وحدتها. فكل العناصر المكونة لها تندمج في عمل واحد هو العمل اللغوي الجوهري، الذي لا يملك العالم اللغوي أية وسيلة يستطيع بها أن يتعداه. فعندما يقول الطفل "Pas poupe" يقصد أن يقول بأنه لا يحب الحساء الذي يقدم إليه، أو أنه يرفض شربه، فإن الصورة اللفظية التي في ذهنه والتي

نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس    جلد : 1  صفحه : 100
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست